أثبت حزب العدالة والتنمية التركي بزعامة رجب طيب اردوجان مرة أخرى أن انفتاحه على العالم العربي والإسلامي، ولا سيما القضية الفلسطينية، لم يكن بحسابات مرحلية، بل انطلاقا من مبادئ أخلاقية وإنسانية.
فقد واصل اردوجان ما بداه في "منتدى دافوس" ولكن هذه المرة أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، حيث دافع عن القضية الفلسطينية وعن غزة تحديدا .
وكان أردوجان قد انسحب من جلسة منتدى دافوس الاقتصادي والتي عقدت في بداية العام الحالي بعد مشادة كلامية بينه وبين الرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز حول الحرب على غزة .
ونقلت جريدة "السفير" اللبنانية عن أردوجان قوله: " الناس في غزة يعيشون في الخيم ولا يجدون مياها يشربوها، وأمام هذا المشهد هل مارسنا دورنا الإنساني؟.. وما الذي فعلته الأمم المتحدة أو مجلس الأمن الدولي؟.. ألا يملكان من قدرة على فرض العقوبات أم لا؟".
واتهم اردوجان القوى الكبرى بممارسة ازدواجية في التعامل مع المنطقة، موضحا "بقدر ما هو الأمن مهم لإسرائيل فإنه مهم أيضا للفلسطينيين. وبقدر ما تريد إسرائيل أن تكون مستقرة بقدر ما هو مشروع للشعب الفلسطيني أن يكون حرا ويعيش في سلام".
كما اتهم المجتمع الدولي بأنه لم يف بتعهداته قبل ثمانية أشهر بإعادة اعمار غزة عندما منعت إسرائيل مرور مواد البناء إلى داخل القطاع.
وجاء كلام اردوجان بعد اجتماعه مع قادة المنظمات اليهودية في الولايات المتحدة حيث أوضح لهم أن مشكلتهم تنبع من أنهم يعلنون أن المواطنين الفلسطينيين في غزة إرهابيون، ويعارضون إعادة بناء غزة حتى لا يستخدمها الإرهابيون.
وقال اردوجان انه "سألهم: كيف يمكن لكم إعلان 1400 قتيل على أنهم إرهابيون؟ لقد استخدم الفوسفور في قتل وجرح الآلاف من المدنيين، فكيف يمكن إعلانهم إرهابيين؟. إن النظر إلى غزة بعين الإرهاب يعني استحالة الوصول إلى مكان ما".
كما تحدث اردوجان عن إيران وأزمتها النووية مع الغرب، قائلا: "لقد تحدث معي الرئيس الإيراني محمود احمدي نجاد وقال أنهم لا يريدون إنتاج سلاح نووي بل تخصيب اليورانيوم لأهداف سلمية".
اضاف اردوجان: نحن ضد وجود أسلحة نووية في الشرق الأوسط، لكن في الشرق الأوسط يوجد بلد عنده سلاح نووي هو إسرائيل. الفارق أن إسرائيل ليست موقعة على اتفاقية منع الأسلحة النووية فيما إيران موقعة عليها.
وتابع : لقد استخدمت إسرائيل الفوسفور ضد غزة. ما هذا؟ سلاح دمار شامل. وبنتيجته قتل 1400 امرأة وطفل وجرح 5 آلاف شخص. فلماذا لا نتحدث عن هذا؟ لماذا لا تناقش هذه المسألة؟".
وذكّر اردوجان بالعراق متسائلا "ما الذي تم حلّه في العراق؟ إن بلدا وحضارة بكاملها قد دمّرت وقتل مليون إنسان. واليوم يريدون فعل الشيء نفسه بإيران والذريعة السلاح النووي".
موقعة دافوس
وكان رئيس الحكومة التركية قد غادر قاعة نقاش حول النزاع في غزة في إطار منتدى دافوس الاقتصادي في 29 يناير/كانون الثاني الماضي بعد مداخلة للرئيس الإسرائيلي.
وفي مداخلته دفاعا عن العدوان الإسرائيلي على غزة، سأل رئيس دولة الاحتلال اردوجان بصوت عال وملوحا بيده بعصبية باتجاهه ماذا ستكون ردة فعله لو ان الصواريخ تسقط كل ليلة على اسطنبول.
وحاول أردوجان الرد على ما قاله بيريز الذي كان جالسا إلى جانبه، لكن الصحفي الذي كان يدير حلقة النقاش قاطعه باستمرار ليقول له ان النقاش انتهى، فما كان منه إلا أن انسحب من من المنتدى غاضبا.
وقال رئيس الوزراء التركي خلال مؤتمر صحفي عقده في وقت لاحق مع كلاوس شواب مؤسس المنتدى الاقتصادي العالمي إن تصرفاته ناتجة عن الأسلوب الذي اتبعه ديفيد إجناتيوس من صحيفة (واشنطن بوست) في إدارة الحوار.
وانتقد أردوجان اللهجة التي استخدمها الرئيس الإسرائيلي، وقال بحسب وكالة أنباء الأناضول إن "الرئيس بيريز لا يتوجه إلى زعيم قبيلة، عليه أن يتعلم كيفية التحدث مع رئيس وزراء تركيا".
وأوضح رئيس الوزراء التركي أن بيريز حصل على 25 دقيقة للحديث، وهو ما يزيد عن ضعف الوقت الذي منح له وللامين العام للجامعة العربية عمرو موسى الذي تعرض للمقاطعة أيضا من قبل مدير الحوار عقب 12 دقيقة.
وكان بيريز قد اعتقد أنه كسب تعاطف المشاركين بالمنتدى عندما استعمل صوته الجهوري لشرح ما وصفه بـ "معاناة بلاده من حركة حماس الفلسطينية، و بدا أمام المنتدى وكأنه رئيس دولة تزرع الورد ولا تحصل على سوى الشوك، وهو يشيد بالمساعدات التي قدمها لسكان قطاع غزة والاستثمارات التي شاركت فيها إسرائيل هناك.
أما مشكلته التي ركز عليها فهي في عدم قبوله بحماس لأنها "تريد تدمير إسرائيل وتكره اليهود، فكان لابد من تلقينها درسا مثل الذي أخذه حزب الله في لبنان عام 2006".
لكن بيريز الذي دأب على المشاركة في فعاليات دافوس منذ عقود، لم يجب في كلمته التي استغرقت 25 دقيقة على أي من التساؤلات المطروحة عليه، سواء من أردوجان أو من الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى، مكتفيا بالإعراب للأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون عن "أسفه الشديد" لقصف مبان تابعة للمنظمة الدولية في قطاع غزة.
واستغل أردوجان الوقت المسموح له ليؤكد ضرورة النظر إلى الصراع الفلسطيني الإسرائيلي بخلفياته وأبعاده، مشيرا إلى عدم قيام إسرائيل بالتزاماتها وأنها ضيقت الحصار على الفلسطينيين بشكل خانق.
وما أثار سخط بيريز أكثر هو تأكيد أردوجان أن حماس قد "تم انتخابها ديمقراطيا، وأنه على المجتمع الدولي احترام هذا الخيار بل يجب أن تضم طاولة المفاوضات محمود عباس وأعضاء حماس جنبا إلى جنب لأن حماس من نسيج المجتمع الفلسطيني".
وتجاهل بيريز الإجابة عن كافة الأسئلة الموجهة إليه عن الرؤية الإسرائيلية لمصير عملية السلام، مختتما كلمته بأنها "تاريخ طويل من سوء الفهم بين جهتين إحداهما بلد صغير المساحة متعدد الأعراق والأديان بمنطقة ضاربة في أعماق التاريخ".
وما كان للندوة أن تنتهي دون أن يعلق أحد على صيحات استغاثته من خطر حماس، إلا أن مدير الندوة أبى إلا أن تكون الكلمة الأخيرة لبيريز، فقلب أردوجان المائدة بما عليها وغادر دافوس مرفوع الرأس، لتكون له الكلمة الأخيرة والمؤلمة.
فقد واصل اردوجان ما بداه في "منتدى دافوس" ولكن هذه المرة أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، حيث دافع عن القضية الفلسطينية وعن غزة تحديدا .
وكان أردوجان قد انسحب من جلسة منتدى دافوس الاقتصادي والتي عقدت في بداية العام الحالي بعد مشادة كلامية بينه وبين الرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز حول الحرب على غزة .
ونقلت جريدة "السفير" اللبنانية عن أردوجان قوله: " الناس في غزة يعيشون في الخيم ولا يجدون مياها يشربوها، وأمام هذا المشهد هل مارسنا دورنا الإنساني؟.. وما الذي فعلته الأمم المتحدة أو مجلس الأمن الدولي؟.. ألا يملكان من قدرة على فرض العقوبات أم لا؟".
واتهم اردوجان القوى الكبرى بممارسة ازدواجية في التعامل مع المنطقة، موضحا "بقدر ما هو الأمن مهم لإسرائيل فإنه مهم أيضا للفلسطينيين. وبقدر ما تريد إسرائيل أن تكون مستقرة بقدر ما هو مشروع للشعب الفلسطيني أن يكون حرا ويعيش في سلام".
كما اتهم المجتمع الدولي بأنه لم يف بتعهداته قبل ثمانية أشهر بإعادة اعمار غزة عندما منعت إسرائيل مرور مواد البناء إلى داخل القطاع.
وجاء كلام اردوجان بعد اجتماعه مع قادة المنظمات اليهودية في الولايات المتحدة حيث أوضح لهم أن مشكلتهم تنبع من أنهم يعلنون أن المواطنين الفلسطينيين في غزة إرهابيون، ويعارضون إعادة بناء غزة حتى لا يستخدمها الإرهابيون.
وقال اردوجان انه "سألهم: كيف يمكن لكم إعلان 1400 قتيل على أنهم إرهابيون؟ لقد استخدم الفوسفور في قتل وجرح الآلاف من المدنيين، فكيف يمكن إعلانهم إرهابيين؟. إن النظر إلى غزة بعين الإرهاب يعني استحالة الوصول إلى مكان ما".
كما تحدث اردوجان عن إيران وأزمتها النووية مع الغرب، قائلا: "لقد تحدث معي الرئيس الإيراني محمود احمدي نجاد وقال أنهم لا يريدون إنتاج سلاح نووي بل تخصيب اليورانيوم لأهداف سلمية".
اضاف اردوجان: نحن ضد وجود أسلحة نووية في الشرق الأوسط، لكن في الشرق الأوسط يوجد بلد عنده سلاح نووي هو إسرائيل. الفارق أن إسرائيل ليست موقعة على اتفاقية منع الأسلحة النووية فيما إيران موقعة عليها.
وتابع : لقد استخدمت إسرائيل الفوسفور ضد غزة. ما هذا؟ سلاح دمار شامل. وبنتيجته قتل 1400 امرأة وطفل وجرح 5 آلاف شخص. فلماذا لا نتحدث عن هذا؟ لماذا لا تناقش هذه المسألة؟".
وذكّر اردوجان بالعراق متسائلا "ما الذي تم حلّه في العراق؟ إن بلدا وحضارة بكاملها قد دمّرت وقتل مليون إنسان. واليوم يريدون فعل الشيء نفسه بإيران والذريعة السلاح النووي".
موقعة دافوس
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] | |||
أردوجان وبيريز |
وكان رئيس الحكومة التركية قد غادر قاعة نقاش حول النزاع في غزة في إطار منتدى دافوس الاقتصادي في 29 يناير/كانون الثاني الماضي بعد مداخلة للرئيس الإسرائيلي.
وفي مداخلته دفاعا عن العدوان الإسرائيلي على غزة، سأل رئيس دولة الاحتلال اردوجان بصوت عال وملوحا بيده بعصبية باتجاهه ماذا ستكون ردة فعله لو ان الصواريخ تسقط كل ليلة على اسطنبول.
وحاول أردوجان الرد على ما قاله بيريز الذي كان جالسا إلى جانبه، لكن الصحفي الذي كان يدير حلقة النقاش قاطعه باستمرار ليقول له ان النقاش انتهى، فما كان منه إلا أن انسحب من من المنتدى غاضبا.
وقال رئيس الوزراء التركي خلال مؤتمر صحفي عقده في وقت لاحق مع كلاوس شواب مؤسس المنتدى الاقتصادي العالمي إن تصرفاته ناتجة عن الأسلوب الذي اتبعه ديفيد إجناتيوس من صحيفة (واشنطن بوست) في إدارة الحوار.
وانتقد أردوجان اللهجة التي استخدمها الرئيس الإسرائيلي، وقال بحسب وكالة أنباء الأناضول إن "الرئيس بيريز لا يتوجه إلى زعيم قبيلة، عليه أن يتعلم كيفية التحدث مع رئيس وزراء تركيا".
وأوضح رئيس الوزراء التركي أن بيريز حصل على 25 دقيقة للحديث، وهو ما يزيد عن ضعف الوقت الذي منح له وللامين العام للجامعة العربية عمرو موسى الذي تعرض للمقاطعة أيضا من قبل مدير الحوار عقب 12 دقيقة.
وكان بيريز قد اعتقد أنه كسب تعاطف المشاركين بالمنتدى عندما استعمل صوته الجهوري لشرح ما وصفه بـ "معاناة بلاده من حركة حماس الفلسطينية، و بدا أمام المنتدى وكأنه رئيس دولة تزرع الورد ولا تحصل على سوى الشوك، وهو يشيد بالمساعدات التي قدمها لسكان قطاع غزة والاستثمارات التي شاركت فيها إسرائيل هناك.
أما مشكلته التي ركز عليها فهي في عدم قبوله بحماس لأنها "تريد تدمير إسرائيل وتكره اليهود، فكان لابد من تلقينها درسا مثل الذي أخذه حزب الله في لبنان عام 2006".
لكن بيريز الذي دأب على المشاركة في فعاليات دافوس منذ عقود، لم يجب في كلمته التي استغرقت 25 دقيقة على أي من التساؤلات المطروحة عليه، سواء من أردوجان أو من الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى، مكتفيا بالإعراب للأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون عن "أسفه الشديد" لقصف مبان تابعة للمنظمة الدولية في قطاع غزة.
واستغل أردوجان الوقت المسموح له ليؤكد ضرورة النظر إلى الصراع الفلسطيني الإسرائيلي بخلفياته وأبعاده، مشيرا إلى عدم قيام إسرائيل بالتزاماتها وأنها ضيقت الحصار على الفلسطينيين بشكل خانق.
وما أثار سخط بيريز أكثر هو تأكيد أردوجان أن حماس قد "تم انتخابها ديمقراطيا، وأنه على المجتمع الدولي احترام هذا الخيار بل يجب أن تضم طاولة المفاوضات محمود عباس وأعضاء حماس جنبا إلى جنب لأن حماس من نسيج المجتمع الفلسطيني".
وتجاهل بيريز الإجابة عن كافة الأسئلة الموجهة إليه عن الرؤية الإسرائيلية لمصير عملية السلام، مختتما كلمته بأنها "تاريخ طويل من سوء الفهم بين جهتين إحداهما بلد صغير المساحة متعدد الأعراق والأديان بمنطقة ضاربة في أعماق التاريخ".
وما كان للندوة أن تنتهي دون أن يعلق أحد على صيحات استغاثته من خطر حماس، إلا أن مدير الندوة أبى إلا أن تكون الكلمة الأخيرة لبيريز، فقلب أردوجان المائدة بما عليها وغادر دافوس مرفوع الرأس، لتكون له الكلمة الأخيرة والمؤلمة.