دير "مار يعقوب المقطع" قرب قارة | [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] | [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] | [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] |
كتـب ابن الريف | ||||||||
السبت, 11 يوليو 2009 22:32 | ||||||||
دير "مار يعقوب المقطع" أقدم أديرة منطقة القلمون و من أقدم الأديرة السورية و هو دير مبني من اللبن المجفف وأسواره من حجر الخرش المرصع على شكل سنابل وهي عادة معمارية تعود إلى الألف الثاني قبل الميلاد، [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] يحتوي على عدة مرافق معمارية وأثرية تجعل منه محطة مهمة على خطى آثار الشرق الأدنى من سريانية وبيزنطية وأيوبية وعثمانية. يقع الدير بالقرب من بلدة "قارة" (60كم جنوي "حمص") وهو مسجل لدى المديرية العامة للآثار والمتاحف و يتبع لمطرانية "حمص وحماة ويبرود" للروم الملكيين الكاثوليك وقد ظل حتى القرن الثامن عشر مركزاً كنسياً هاماً فيه مقر أسقفي وفيه دار للتنشئة الرهبانية وفيه محترف لكتابة المخطوطات. في أواخر القرن العشرين قرر راعي الأبرشية آنذاك المطران "ابراهيم نعمة" والراهبة التي تترأسه الأم "أغنيس مريم" قراراً بترميم الدير وتأهيله للحياة الرهبانية، حيث كان في حالة من الخراب يرثى لها. حسب الوثائق التاريخية واللقى الأثرية تبين أن تاريخ تأسيس الدير يعود إلى منتصف القرن السادس الميلادي، وتدل الوثائق التاريخية أن الدير تعرض عبر تاريخه لأعمال عنف عديدة أدت إلى دماره بالكامل واضمحلاله، منها في القرن الثاني عشر خلال غزو المماليك الذين أخضعوا قارة وهدموا الدير، وفي القرن السابع عشر قتل مائة وعشرين راهبا مع أعمال النهب والسلب، وأخيراً في منتصف القرن العشرين إثر وفاة آخر كاهن ولي عليه أقفل الدير نهائياً فانفتحت شهية سارقي الكنوز فراحوا يعبثون فيه ويخربون وقضوا على ما نجا من قسوة الأيام. يتألف الدير من عدة أقسام هي: أولاً "دار مار يعقوب"، التي بدأت فيها أعمال الترميم وسميت هكذا لأنها متاخمة للكنيسة، فيها أقواس ذات طراز أيوبي تلفّ الدار في الطبقة الأرضية، أما القواس التي تستريح على الأعمدة فإنها قلمونية تعود إلى القرن الثامن عشر، وفيه مجموعة من القلايات ( جانب من الدير قبل ترميمه غرف خاصة بالرهبان) وهي أصلية تعود إلى القرون الوسطى. ومن أقسام الدير القديمة هناك (دار التنّور)، وقد اكتشف في هذه الغرفة فخاريات وزجاجيات وآثار وقود تدل على أنها كانت قديماً مطبخاً للدير، وجدار هذه الغرفة يشكل حنيّة، ما يدل على قرابة معمارية مع أديرة وادي النطرون المصرية التي تعود إلى ما قبل القرن السادس ولها عادة مطبخ بشكل نصف دائري. أما (بيت القديسين الشهداء)، أو قبو مار يعقوب، فهو قبو مستطيل ذو سقف منحن موجود إلى جانب الكنيسة اليمين، يدخل إليه من الهيكل من باب أثري سقفه من اللذاب العتيق، واليوم نستطيع الدخول أيضاً من باب استحدث خلال أعمال الترميم وهو عبر تنور الدير الأثري، وتكرّم في هذا المكان أيقونة مار يعقوب الأثرية وهي الأيقونة الوحيدة التي نجت من أعمال النهب، وتعود للقرن التاسع عشر وهي من الطراز الحلبي، وقد كان إصبع مار يعقوب يكرم في بيت القديسين هذا. يحوي الدير (الكنيسة الكبرى)، وهي على اسم القديس يعقوب المقطع الفارسي، الذي فضّل الموت عن الارتداد عن إيمانه بالله، وترقى الكنيسة في تاريخها إلى ما قبل القرن الحادي عشر، بنيت من اللبن وتقع في وسط الواجهة الشرقية من الجناح الشمالي للدير وهي مائلة (35درجة) نحو الشمال؛ وهو أمر غريب لكنيسة بيزنطية، مما يجعل فرضية وجود معبد قمري سابق للاستعمال المسيحي واردة جداً. تتكون الكنيسة من سوق واحدة وتنتهي عند المذبح بحنيّة نصف دائرية عبر قوسين الواحد فوق الآخر خلافاً لما هو مألوف. يفصل بين صحن الكنيسة وهيكلها قوس روماني كبير يحمل أقواساً فوقه، وبذلك يكون للهيكل طابقان، وهي ميزة معمارية فريدة في سورية لا توجد إلا في كنيسة العماد في "الرصافة". والكنيسة مزينة بطبقتين من الرسوم الجدارية النفيسة، لم يبقى منها إلا القليل على الجدران، منها رسم معمودية السيد المسيح عليه السلام على طاحون الدير القديم والزائر يلاحظ على وجه القوس الكبير في الأعلى بقايا مشهد النبي موسى عليه السلام يتقبل لوحي العهد. والجدرانيات موزعة على طبقتين: الأولى من القرن الحادي عشر والثانية من القرن الثاني عشر. أنزلت مديرية الآثار في السبعينات من القرن الماضي القسم الأكبر من جدرانيات الكنيسة وحفظته في مخازنها. وقد أرجعت إلى الدير الجدرانيات الغير معروضة في المتاحف وهي اليوم خاضعة للترميم، ويعرض متحف "دمشق" قطعتين من هذه الجداريات وكان متحف "دير عطية"يعرض قسماً آخر ما لبث أن أرجعه إلى الدير تمثل القطع رأس ملاك وأجسام ورؤوس رسل أو قديسين جميعها من الطبقة الأعلى التي تعود إلى القرن الثاني عشر. تتميز بفن سرياني بيزنطي متقن والكتابات باللغتين السريانية واليونانية. توجد طاحون الدير الأثري الذي يفضي بيت الخدمة إليه، وهذا الطاحون مذكور عند عدد من المؤرخين العرب منذ القرن الثامن، حيث كان مشهوراً بغزارة مياهه التي تنزل في جبّ قبل أن تضرب الفراشة، والجب والطاحون مازالا موجودين إلى اليوم. وهناك (المغارة)، وهي كناية عن مغارة كبيرة ذات أطراف عشوائية، وإلى يسارها مغارة أخرى صغيرة، والموقع عموماً يرقى إلى ما قبل التاريخ، وقد حفر الرهبان في جدار المغارة الكبير الأوسط خابية كبيرة كانت مطلية من الطين وموصولة بالمعصرة الموجودة في الطابق الأول، كانت تستخدم هذه الخابية لتخزين الدبس الناتج من المعصرة، والظاهر أن المغارتين استخدمتا لتخزين المؤونة، وفي آخر المغارة الكبيرة نفق يغور(13متراً) في الأرض، ويؤكد الأقدمون أن دير مار يعقوب كان موصولاً ببلدة"قارة" عبر أنفاق ودهاليز. ومن أقسام الدير القديمه: (البرج) الذي يعد من الأبراج القلمونية النادرة، وأساساته رومانية تعود للقرن الأول الميلادي، وكان برج مراقبة للقوافل التجارية المتجهة من "رأس بعلبك" إلى "دمشق"، ويعود الطابق السفلي مكن البرج إلى القرن السادس وفيه غرفتان لهما سقف ملفوف باللبن المجفف، وقياس الجدار الفاصل بينهما(270سنتمتراً). وتوجد المغارة في حرم الدير أربعة آبار قديمة، وتمر في أراضيه قناة بيزنطية لنقل الماء اسمها"عين الطيبة" تعود إلى القرن الخامس، وكانت تؤمن المياه الوافرة للدير والمزارع المجاورة. الجدير ذكره أنه في شهر آب عام /1993/ زارت الأخت "أغنيس مريم" الدير، ثم التقت بالمطران "ابراهيم نعمة" واتفقت معه على إعادة بناء وترميم الدير. وفي (25 شباط /1994/) تم توقيع البروتوكول بين المطران"ابراهيم نعمة" والأخت المؤسسة"أغنيس مريم " بشأن ملكية الدير وإعادة بنائه وإعادة الحياة الرهبانية إليه. وبدأت أعمال الترميم وإعادة البناء في(14 تموز/ 1994/ ). وفي/14 أيلول 2000/ صدر مرسوم التأسيس القانوني للجماعة الرهبانية التي أعطيت اسم" راهبات الوحدة الأنطاكية" والتأسيس القانوني لدير القديس يعقوب المقطع الأسقفي. وفي عام/2005/ تم بدء تأهيل فريق من الشبان لتأسيس رهبنة الوحدة الأنطاكية للرجال. يتبع |