وضعتني الظروف منذ عام 1996 على احتكاك دائم مع مجموعة من جيل الشباب تتراوح أعمارهم بين 15-18 سنة، وجميعهم من أسر مثقفة، ولديهم جهاز كمبيوتر في المنزل، ويرغبون باستخدامه لأعمال مفيدة.
كان الأهالي يطلبون عادة تعليم أبنائهم لغة برمجة مثل Visual Basic أو Delphi. وعندما كنت أسألهم عن السبب كانوا يجيبون أنهم يعتقدون أن البرمجة أفضل ما يمكن فعله بالحاسب، ويطلبون مني أحيانا اقتراح تقنية بديلة للبرمجة. وفي الغالب كنت أجري مع الأهل المحاكمة التالية:
هدف الأهل وأبنائهم من تعلم تقنيات الحاسب هو ملء الوقت بشكل مفيد ويمثل استثمارا للمستقبل.
البرمجة عمل مفيد بدون شك، ولكن لا مانع من دراسة الاحتمالات الأخرى لتعليم الطلاب.
الإنتاج في البرمجة يحتاج إلى قاعدة في الرياضيات وفي الخوارزميات، وقد لا تتوفر هذه القاعدة في طالب المرحلة الثانوية مهما كان متفوقا.
إنتاج عمل برمجي محترم يحتاج إلى وقت طويل من شخص وحيد، وقد لا تكفي بضعة أشهر لإنتاج برنامج يكسب احترام الناس، ويُشعر الشاب بجدوى عمله.
تعلّم البرمجة في هذا العمر عمل غير مضمون النتائج، فإمكانيات الشاب لم تظهر بعد، وحتى لو توفرت الإمكانيات لديه، فهناك خطر تحول الموضوع كله إلى تجربة فاشلة إذا لم ينتج الشاب برنامجا جيدا فعلا بعد بذل جهد كبير.
لا يرغب الأهل بتسبيب صدمة لأبنائهم، ويقتنعون أن تعليم البرمجة للأبناء قد يسبب لهم صدمة في بعض الحالات، ويرغبون بمناقشة احتمال آخر.
وفي أغلب الأحوال كنا نصل إلى النتيجة التالية:
يرغب الأهل دائما بتعليم أبنائهم تقنية تمكن الأبناء من إنجاز عمل محترم في وقت قصير، والبرمجة لا تحقق هذا الهدف.
البداية مع PowerPoint
لتحقيق هذا الهدف كنت أبدأ مع الطالب من برنامج PowerPoint، وأطلب منه إنجاز عرض تقديمي كبير وتفاعلي عن موضوع ما، مثل كأس العالم الماضية، أو مدينته، أو عن عالم كبير أو شخصية مميزة. وربط الشرائح ببعضها بشكل يتيح للمستخدم تصفح العرض كما يحب. وغالبا ما كنا نحصل على النتائج التالية:
يحصل الطالب على مشروع كبير ومحترم بعمل متواصل لمدة أسبوعين فقط.
يحس الطالب بجدوى العمل كل يوم لأنه يجد النتائج فورا أمامه.
يتعلم الطالب التعامل مع الصور، وسحبها على السكانر، وهي مهارة يمكن الاستفادة منها لاحقا في تدريب الطالب على برامج الوسائط المتعددة.
يتعلم الطالب التعامل مع كتل النصوص والصور، ويدرك قيمة قرن النصوص بالصور في إيصال أفكاره إلى الآخرين.
يفهم الطالب معنى الارتباط التشعبي بشكل عام عبر صياغة أدوات تصفح المشروع على برنامج PowerPoint.
يكتسب الطالب خبرة في التعامل مع موضوع كبير وتقسيمه إلى مواضيع صغيرة على شكل صفحات أو شرائح تكمل بعضها.
يدرك الطالب قيمة التفاصيل الصغيرة Finishing في المشروع، ويتعلم العناية بها.
يتعود الطالب على إنجاز عمل بهدف عرضه على الآخرين إضافة لمتعته الشخصية، ويبدأ في التنبؤ بردود أفعال من سيشاهد نتيجة عمله، ويحضر أجوبة للأسئلة المتوقعة.
هذه النتائج ترضي الأهل وترضي الطالب في نفس الوقت، وتقنعهم بجدوى تعلم تقنيات الحاسوب في وقت مبكر، وتدفعهم إلى طلب المزيد. وهنا كنا نطرح لغة HTML كتطوير لمهارات الطلاب، وكحل لتنفيذ الأفكار التي لم يمكن تنفيذها بواسطة برنامج PowerPoint.
المرحلة التالية HTML:
في هذه المرحلة قد يطرح من جديد موضوع تعليم البرمجة للطالب، وكثيرا ما يطرح سؤال من نوع "أيهما أفضل، أو أقوى، HTML أم VB أم Delphi. وهنا أجد نفسي مضطرا لإعادة المحاكمة الأولى من جديد، مع التركيز على النقاط التالية:
نختار HTML لأنها أسهل لغة برمجة، وننجر باستخدامها مشروعا مميزا في وقت قصير.
لا مانع من تعلم لغة برمجة أخرى، ولكن من الأفضل تأجيلها إلى ما بعد البكالوريا حتى يتضح مستقبل الطالب.
لننجز المشروع الذي نعمل عليه الآن بما أن لدينا عملا، ويمكن أن نقرر هل نضعه على الإنترنت أم لا فيما بعد، ثم نعود إلى مناقشة موضوع لغة البرمجة الأخرى.
أنا أدرك أن هذا المنهاج جديد ولا يوافق عليه الكثيرون من الأساتذة التقليديين، ولكن النتائج حتى الآن ممتازة، فلماذا لا نتابع به.
البرامج المستخدمة:
كنت في الغالب أحصل على موافقة الأهل على المضي قدما في تعليم أبنائهم تقنيات البرمجة على الإنترنت، وكنا نبدأ دائما من اختيار محرر نصوص مناسب. كنا نرفض استخدام FrontPage لأنه لا يعلم لغة HTML بحد ذاتها، ونختار أحد محررات النصوص التالية:
المفكرة Notepad: فهي برنامج سهل ويستطيع تحرير وعرض النصوص العربية بشكل سليم.
Microsoft Development Environment المرفق مع Office97 وما بعده. هذا البرنامج يدعم تحرير النصوص البرمجية العربية.
البرنامج EditPlus وهو برنامج صغير يستطيع تلوين أوامر اللغة، لكنه لا يدعم اللغة العربية بشكل كامل.
أوامر HTML المستخدمة:
الربط مع صفحة تنسيق مستقلة CSS.
الأوامر P, H1..H6, OL, UL, LI, Table, TR, TD, IMG, Frameset, FRAME
أوامر التنسيق CSS باستخدم أنماط التنسيق Classes CSS.
نتائج تعلم HTML:
يستطيع الطالب إنجاز أكثر من مشروع في زمن قصير، خلال العطلة مثلا.
يحس الطالب بجدوى العمل لأنه يرى نتائج عمله أمامه فورا.
يكسب الطالب خبرة اجتماعية مهمة عبر عرض عمله على الناس، ويحصل على دعم نفسي مهم عبر سماع تقديرهم لعمله.
يستطيع الطالب تطوير فكرة مشروع مستقبلي يعمل عليه لأكثر من عام، ويمكن أن يعتبره هدفا يسعى لإنجازه على المدى المنظور، ويدخل في الحسبان إمكانية تحقيق ربح مادي منه.
يستطيع الطالب متابعة تعلم البرمجة، ويستطيع تحقيق نتائج جيدة فيها في زمن قصير اعتمادا على خبرته في برمجة HTML، خصوصا إذا كان قد اكتسب بعض الخبرة في JavaScript.
أمثلة:
بدأت تدريب مجموعة شبان عام 1998، وكانوا قد أنهوا الشهادة الإعدادية للتو، وكان أول ما طلبته منهم عروضا تقديمية على برنامج PowerPoint، أحدها كان عن كأس العالم، وحصلنا على نتائج مميزة قياسا إلى أعمار الطلاب وخبرتهم القصيرة بالحاسب، ثم طورنا العمل إلى مجموعة مواقع ويب عن مدينة اللاذقية، وتم عرضها في معرض اللاذقية الأول للمعلوماتية 1999، وحازت إعجاب كل زوار المعرض، واعتبرها بعض الخبراء أول موقع إنترنت عربي كامل يراه في حياته.
في عام 2000 عرض أربعة طلاب موقعا عربيا كبيرا في مسابقة الشبيبة للمعلوماتية في حماة، وحازوا على المركز الأول في المسابقة، وقالت يومها لجنة التحكيم أن هؤلاء الشباب سبقوا كل شباب سوريا في المجال التقني.
في شباط عام 2001 أنشأ طالب في الشهادة الثانوية أول موقع فعلي على الإنترنت له، هذا الموقع يعتبر حاليا أكبر موقع إنترنت عن الحضارة المصرية باللغة العربية، ويشهد عدد زوار كبير دائما، ويبلغ تبادل البيانات عليه 12 جيغا بايت شهريا.
في عام 2001 أنشأ طالبان موقعين مميزين هما: Annady.com و Bacalogia.com.
في عام 2001 حاز أحد الطلاب على المركز الأول في مسابقة الشبيبة للمعلوماتية في طرطوس
في عام 2002 حاز أحد الطلاب على الجائزة الأولى في مسابقة الشبيبة للمعلوماتية في اللاذقية.
إضافة إلى هذه الإنجازات، هناك الكثير من المشاريع التي أطلقت ولم تكتمل، أو اكتملت ولم تنشر على الإنترنت أو لم تشارك في معارض وتعرض على الجمهور العام.
ما بعد HTML:
خلال الأعوام الماضية دربت الكثيرين من الشباب على تطوير مشاريع شخصية بلغة HTML خلال أوقات فراغهم، وواحد منهم فقط هو الذي اختار متابعة الدراسة في مجال الحاسوب. هذا الشاب قرر المشاركة في الأولمبياد العربي الأول للمعلوماتية الذي نظمته الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا في الاسكندرية برعاية جامعة الدول العربية، من أجل هذه المشاركة احتاج إلى تعلم لغة Visual Basic والخوارزميات المتطورة مثل Binary Tree و Back Tracking. واستطاع اتقان كل هذا في أقل من شهر، وسافر إلى الاسكندرية ليعود منها بالميدالية الفضية.
لعب العامل الشخصي دورا أساسيا بدون شك في نجاح هذه المحاولة، ولكن الخبرة المكتسبة من إنشاء المواقع على الإنترنت، وانعدام الشعور بالرهبة أمام التجارب الجديدة نتيجة خوض العديد من التجارب، كانت عاملا مساعدا بدون شك على نجاح هذه التجربة.
الخلاصة:
يرغب الأهل في تعليم أبنائهم تقنية الحاسوب لملء الفراغ بشكل مفيد.
رغم أن الرأي السائد هو تعليم الشبان لغة برمجة عادية، من الأفضل تعليمهم لغة HTML.
لغة HTML تمكن الشبان من إنجاز مواقع مميزة خلال وقت قصير، وتجعلهم يحسون بالتميز على جيلهم.
تعلم لغة HTML لا يتعارض مع تعلم لغات البرمجة الأخرى، بل يساعد في ذلك.
عرض المشاريع على الناس في المعارض والمسابقات تجربة مفيدة جدا للطلاب، ويجب تشجيعهم عليها.
توصيات
يمكنني أن أوجه الأهل والمدرسين الذين يطلب منهم تعليم طلاب المرحلة الثانوية تقنيات الحاسب إلى الأمور التالية:
عدم توجيه الطلاب إلى تعلم تقنيات يمكن أن يفشلوا في امتلاكها، فلا أحد يرغب بالمغامرة مع مراهق.
توجيه الطلاب إلى تعلم التقنيات المتقدمة في PowerPoint، وتطوير مشاريع عروض تقديمية عن مواضيع كبيرة يمكن أن تعرض على الجمهور.
توجيه الطلاب الذين يتقنون برنامج PowerPoint إلى لغة HTML كوسيلة لتطوير العمل، وتحقيق الأمور التي لم يمكن تحقيقها ببرنامج PowerPoint.
دفع الطلاب إلى المشاركة في المسابقات والمعارض، وخلق الحوافز لهم على مقارنة عملهم مع عمل أبناء جيلهم في سوريا والعالم.
عدم معارضة تعلم البرمجة، فهي بدون شك مفيدة، ولكن من الأفضل البدء بها بعد البكالوريا.
خاتمة
هذه خلاصة تجربتي خلال عدة أعوام، وقد كنت أتمنى أن أتفرغ لكتابتها يوما، ودفعني مؤتمر الشباب والإنترنت إلى تحقيق هذه الأمنية بهدف نقل خبرتي إلى الزملاء الذين يعلّمون تقنيات الحاسب في سورية.
ملاحظة: ألقيت هذه المحاضرة في مؤتمر الشباب والإنترنت الأول في سورية عام 2002
كان الأهالي يطلبون عادة تعليم أبنائهم لغة برمجة مثل Visual Basic أو Delphi. وعندما كنت أسألهم عن السبب كانوا يجيبون أنهم يعتقدون أن البرمجة أفضل ما يمكن فعله بالحاسب، ويطلبون مني أحيانا اقتراح تقنية بديلة للبرمجة. وفي الغالب كنت أجري مع الأهل المحاكمة التالية:
هدف الأهل وأبنائهم من تعلم تقنيات الحاسب هو ملء الوقت بشكل مفيد ويمثل استثمارا للمستقبل.
البرمجة عمل مفيد بدون شك، ولكن لا مانع من دراسة الاحتمالات الأخرى لتعليم الطلاب.
الإنتاج في البرمجة يحتاج إلى قاعدة في الرياضيات وفي الخوارزميات، وقد لا تتوفر هذه القاعدة في طالب المرحلة الثانوية مهما كان متفوقا.
إنتاج عمل برمجي محترم يحتاج إلى وقت طويل من شخص وحيد، وقد لا تكفي بضعة أشهر لإنتاج برنامج يكسب احترام الناس، ويُشعر الشاب بجدوى عمله.
تعلّم البرمجة في هذا العمر عمل غير مضمون النتائج، فإمكانيات الشاب لم تظهر بعد، وحتى لو توفرت الإمكانيات لديه، فهناك خطر تحول الموضوع كله إلى تجربة فاشلة إذا لم ينتج الشاب برنامجا جيدا فعلا بعد بذل جهد كبير.
لا يرغب الأهل بتسبيب صدمة لأبنائهم، ويقتنعون أن تعليم البرمجة للأبناء قد يسبب لهم صدمة في بعض الحالات، ويرغبون بمناقشة احتمال آخر.
وفي أغلب الأحوال كنا نصل إلى النتيجة التالية:
يرغب الأهل دائما بتعليم أبنائهم تقنية تمكن الأبناء من إنجاز عمل محترم في وقت قصير، والبرمجة لا تحقق هذا الهدف.
البداية مع PowerPoint
لتحقيق هذا الهدف كنت أبدأ مع الطالب من برنامج PowerPoint، وأطلب منه إنجاز عرض تقديمي كبير وتفاعلي عن موضوع ما، مثل كأس العالم الماضية، أو مدينته، أو عن عالم كبير أو شخصية مميزة. وربط الشرائح ببعضها بشكل يتيح للمستخدم تصفح العرض كما يحب. وغالبا ما كنا نحصل على النتائج التالية:
يحصل الطالب على مشروع كبير ومحترم بعمل متواصل لمدة أسبوعين فقط.
يحس الطالب بجدوى العمل كل يوم لأنه يجد النتائج فورا أمامه.
يتعلم الطالب التعامل مع الصور، وسحبها على السكانر، وهي مهارة يمكن الاستفادة منها لاحقا في تدريب الطالب على برامج الوسائط المتعددة.
يتعلم الطالب التعامل مع كتل النصوص والصور، ويدرك قيمة قرن النصوص بالصور في إيصال أفكاره إلى الآخرين.
يفهم الطالب معنى الارتباط التشعبي بشكل عام عبر صياغة أدوات تصفح المشروع على برنامج PowerPoint.
يكتسب الطالب خبرة في التعامل مع موضوع كبير وتقسيمه إلى مواضيع صغيرة على شكل صفحات أو شرائح تكمل بعضها.
يدرك الطالب قيمة التفاصيل الصغيرة Finishing في المشروع، ويتعلم العناية بها.
يتعود الطالب على إنجاز عمل بهدف عرضه على الآخرين إضافة لمتعته الشخصية، ويبدأ في التنبؤ بردود أفعال من سيشاهد نتيجة عمله، ويحضر أجوبة للأسئلة المتوقعة.
هذه النتائج ترضي الأهل وترضي الطالب في نفس الوقت، وتقنعهم بجدوى تعلم تقنيات الحاسوب في وقت مبكر، وتدفعهم إلى طلب المزيد. وهنا كنا نطرح لغة HTML كتطوير لمهارات الطلاب، وكحل لتنفيذ الأفكار التي لم يمكن تنفيذها بواسطة برنامج PowerPoint.
المرحلة التالية HTML:
في هذه المرحلة قد يطرح من جديد موضوع تعليم البرمجة للطالب، وكثيرا ما يطرح سؤال من نوع "أيهما أفضل، أو أقوى، HTML أم VB أم Delphi. وهنا أجد نفسي مضطرا لإعادة المحاكمة الأولى من جديد، مع التركيز على النقاط التالية:
نختار HTML لأنها أسهل لغة برمجة، وننجر باستخدامها مشروعا مميزا في وقت قصير.
لا مانع من تعلم لغة برمجة أخرى، ولكن من الأفضل تأجيلها إلى ما بعد البكالوريا حتى يتضح مستقبل الطالب.
لننجز المشروع الذي نعمل عليه الآن بما أن لدينا عملا، ويمكن أن نقرر هل نضعه على الإنترنت أم لا فيما بعد، ثم نعود إلى مناقشة موضوع لغة البرمجة الأخرى.
أنا أدرك أن هذا المنهاج جديد ولا يوافق عليه الكثيرون من الأساتذة التقليديين، ولكن النتائج حتى الآن ممتازة، فلماذا لا نتابع به.
البرامج المستخدمة:
كنت في الغالب أحصل على موافقة الأهل على المضي قدما في تعليم أبنائهم تقنيات البرمجة على الإنترنت، وكنا نبدأ دائما من اختيار محرر نصوص مناسب. كنا نرفض استخدام FrontPage لأنه لا يعلم لغة HTML بحد ذاتها، ونختار أحد محررات النصوص التالية:
المفكرة Notepad: فهي برنامج سهل ويستطيع تحرير وعرض النصوص العربية بشكل سليم.
Microsoft Development Environment المرفق مع Office97 وما بعده. هذا البرنامج يدعم تحرير النصوص البرمجية العربية.
البرنامج EditPlus وهو برنامج صغير يستطيع تلوين أوامر اللغة، لكنه لا يدعم اللغة العربية بشكل كامل.
أوامر HTML المستخدمة:
الربط مع صفحة تنسيق مستقلة CSS.
الأوامر P, H1..H6, OL, UL, LI, Table, TR, TD, IMG, Frameset, FRAME
أوامر التنسيق CSS باستخدم أنماط التنسيق Classes CSS.
نتائج تعلم HTML:
يستطيع الطالب إنجاز أكثر من مشروع في زمن قصير، خلال العطلة مثلا.
يحس الطالب بجدوى العمل لأنه يرى نتائج عمله أمامه فورا.
يكسب الطالب خبرة اجتماعية مهمة عبر عرض عمله على الناس، ويحصل على دعم نفسي مهم عبر سماع تقديرهم لعمله.
يستطيع الطالب تطوير فكرة مشروع مستقبلي يعمل عليه لأكثر من عام، ويمكن أن يعتبره هدفا يسعى لإنجازه على المدى المنظور، ويدخل في الحسبان إمكانية تحقيق ربح مادي منه.
يستطيع الطالب متابعة تعلم البرمجة، ويستطيع تحقيق نتائج جيدة فيها في زمن قصير اعتمادا على خبرته في برمجة HTML، خصوصا إذا كان قد اكتسب بعض الخبرة في JavaScript.
أمثلة:
بدأت تدريب مجموعة شبان عام 1998، وكانوا قد أنهوا الشهادة الإعدادية للتو، وكان أول ما طلبته منهم عروضا تقديمية على برنامج PowerPoint، أحدها كان عن كأس العالم، وحصلنا على نتائج مميزة قياسا إلى أعمار الطلاب وخبرتهم القصيرة بالحاسب، ثم طورنا العمل إلى مجموعة مواقع ويب عن مدينة اللاذقية، وتم عرضها في معرض اللاذقية الأول للمعلوماتية 1999، وحازت إعجاب كل زوار المعرض، واعتبرها بعض الخبراء أول موقع إنترنت عربي كامل يراه في حياته.
في عام 2000 عرض أربعة طلاب موقعا عربيا كبيرا في مسابقة الشبيبة للمعلوماتية في حماة، وحازوا على المركز الأول في المسابقة، وقالت يومها لجنة التحكيم أن هؤلاء الشباب سبقوا كل شباب سوريا في المجال التقني.
في شباط عام 2001 أنشأ طالب في الشهادة الثانوية أول موقع فعلي على الإنترنت له، هذا الموقع يعتبر حاليا أكبر موقع إنترنت عن الحضارة المصرية باللغة العربية، ويشهد عدد زوار كبير دائما، ويبلغ تبادل البيانات عليه 12 جيغا بايت شهريا.
في عام 2001 أنشأ طالبان موقعين مميزين هما: Annady.com و Bacalogia.com.
في عام 2001 حاز أحد الطلاب على المركز الأول في مسابقة الشبيبة للمعلوماتية في طرطوس
في عام 2002 حاز أحد الطلاب على الجائزة الأولى في مسابقة الشبيبة للمعلوماتية في اللاذقية.
إضافة إلى هذه الإنجازات، هناك الكثير من المشاريع التي أطلقت ولم تكتمل، أو اكتملت ولم تنشر على الإنترنت أو لم تشارك في معارض وتعرض على الجمهور العام.
ما بعد HTML:
خلال الأعوام الماضية دربت الكثيرين من الشباب على تطوير مشاريع شخصية بلغة HTML خلال أوقات فراغهم، وواحد منهم فقط هو الذي اختار متابعة الدراسة في مجال الحاسوب. هذا الشاب قرر المشاركة في الأولمبياد العربي الأول للمعلوماتية الذي نظمته الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا في الاسكندرية برعاية جامعة الدول العربية، من أجل هذه المشاركة احتاج إلى تعلم لغة Visual Basic والخوارزميات المتطورة مثل Binary Tree و Back Tracking. واستطاع اتقان كل هذا في أقل من شهر، وسافر إلى الاسكندرية ليعود منها بالميدالية الفضية.
لعب العامل الشخصي دورا أساسيا بدون شك في نجاح هذه المحاولة، ولكن الخبرة المكتسبة من إنشاء المواقع على الإنترنت، وانعدام الشعور بالرهبة أمام التجارب الجديدة نتيجة خوض العديد من التجارب، كانت عاملا مساعدا بدون شك على نجاح هذه التجربة.
الخلاصة:
يرغب الأهل في تعليم أبنائهم تقنية الحاسوب لملء الفراغ بشكل مفيد.
رغم أن الرأي السائد هو تعليم الشبان لغة برمجة عادية، من الأفضل تعليمهم لغة HTML.
لغة HTML تمكن الشبان من إنجاز مواقع مميزة خلال وقت قصير، وتجعلهم يحسون بالتميز على جيلهم.
تعلم لغة HTML لا يتعارض مع تعلم لغات البرمجة الأخرى، بل يساعد في ذلك.
عرض المشاريع على الناس في المعارض والمسابقات تجربة مفيدة جدا للطلاب، ويجب تشجيعهم عليها.
توصيات
يمكنني أن أوجه الأهل والمدرسين الذين يطلب منهم تعليم طلاب المرحلة الثانوية تقنيات الحاسب إلى الأمور التالية:
عدم توجيه الطلاب إلى تعلم تقنيات يمكن أن يفشلوا في امتلاكها، فلا أحد يرغب بالمغامرة مع مراهق.
توجيه الطلاب إلى تعلم التقنيات المتقدمة في PowerPoint، وتطوير مشاريع عروض تقديمية عن مواضيع كبيرة يمكن أن تعرض على الجمهور.
توجيه الطلاب الذين يتقنون برنامج PowerPoint إلى لغة HTML كوسيلة لتطوير العمل، وتحقيق الأمور التي لم يمكن تحقيقها ببرنامج PowerPoint.
دفع الطلاب إلى المشاركة في المسابقات والمعارض، وخلق الحوافز لهم على مقارنة عملهم مع عمل أبناء جيلهم في سوريا والعالم.
عدم معارضة تعلم البرمجة، فهي بدون شك مفيدة، ولكن من الأفضل البدء بها بعد البكالوريا.
خاتمة
هذه خلاصة تجربتي خلال عدة أعوام، وقد كنت أتمنى أن أتفرغ لكتابتها يوما، ودفعني مؤتمر الشباب والإنترنت إلى تحقيق هذه الأمنية بهدف نقل خبرتي إلى الزملاء الذين يعلّمون تقنيات الحاسب في سورية.
ملاحظة: ألقيت هذه المحاضرة في مؤتمر الشباب والإنترنت الأول في سورية عام 2002