محمد حسن يوسفمدير عام - بنك الاستثمار القومي |
انتشرت الصحافة الاقتصادية التي تصدر بيننا هذه الأيام من صحف ومجلات، وهذه ظاهرة ايجابية ولا شك. ولكن ما نود الإشارة عليه هو أن محتوى هذه الصحف والمجلات يخلو في أحيان كثيرة من المضامين الهادفة التي تشكل الأساس الذي تبني عليه قرار شرائك لها. من هذا المنطلق، فهناك بعض الموضوعات التي أرى ضرورة وجودها في هذه المطبوعات، حتى يكون النفع منها شاملا: 1. افتتاحية Editorial: تعبر عن الموقف الرسمي للجريدة أو المجلة تجاه الأحداث الراهنة، والإدلاء بدلوها في الأمور الهامة التي تحدث سواء على النطاق المحلي أو العالمي. 2. المقالات الرئيسية Leaders: وتكون مادة هذه المقالات بقلم الأساتذة المرموقين في كليات الاقتصاد أو الكتّاب المتميزين في المجال الاقتصادي أو رؤساء المنظمات والمؤسسات الاقتصادية الشهيرة، وغيرهم من الأساتذة البارزين في المراكز البحثية الهامة، لكي يقوموا بكتابة مقالات حول ما يحدث حولنا من أحداث اقتصادية وتقويم السياسات الاقتصادية المتبعة بهدف فتح حوارات مجتمعية شاملة. وليس من الضروري الاقتصار على وجهات النظر المؤيدة للحكومة، بل يمكن فتح المجال لكافة الآراء أيضا، حتى تزداد أهمية وثراء الحوار، وتكون الاستفادة شاملة من أية سياسة عند تطبيقها بالفعل. 3. رسائل القراء: وهي الخطابات التي يتم تلقيها من القراء للتعليق على الأفكار المطروحة بمقالات الجريدة أو المجلة. وهذا الباب نريد له مساحة أكبر واهتمام أكثر، بهدف تشجيع الناس لإبداء آرائها فيما يجري حولهم من أحداث، وفتح قنوات للحوار تشارك فيه كافة طوائف المجتمع وتعبر عن وجهات نظرها. 4. مراجعات كتب: ويجب أن يحتوي هذا الباب على مراجعات لأمهات الكتب الاقتصادية بالرصد والتحليل، نظرا للأهمية القصوى المترتبة عليها. مثل كتاب جوزيف شومبيتر: الرأسمالية والاشتراكية والديمقراطية، نظرا لأهمية الآراء التي طرحها في ذلك الوقت والتي تتناسب مع أحداث الأزمة المالية العالمية الراهنة على سبيل المثال. أو كتاب جون مينارد كينز: النظرية العامة للتوظيف وسعر الفائدة والنقود، وملابسات ظهوره، حيث ظهر الكتاب في ظروف مشابهة لتلك التي يمر العالم بها في هذه الأيام. كما نريد أيضا رصد إحدى الظواهر المحيطة، وعرض كافة الآراء المطروحة فيها، وعدم الاكتفاء بوجهة نظر واحدة ايجابية كانت أم سلبية. ومثال ذلك ظاهرة العولمة على سبيل المثال، فيمكن طرح كتب الرافضين لهذه الظاهرة، مثل: كتاب جوزيف ستيجلتز ، الاقتصادي الأمريكي الحائز على جائزة نوبل، Globalization and its Discontent والذي ترجمته لبنى الريدي إلى العربية بعنوان ضحايا العولمة وصدر عن دار ميريت، أو كتابه الآخر: إنجاح العولمة Making Globalization Work، الذي أطلق فيه فكرة " العملة العالمية "، بحيث أصبح الآن محور الكثير من الجدل بشأن مستقبل الرأسمالية العالمية. كما يمكن عرض كتاب ناعومي كلاين: مبدأ الصدمة: نشوء الرأسمالية الكارثية The Shock Doctrine: The of Disaster Capitalism. أو كتاب موسى نعيم، الخفاء: كيف اختطف المهربون والمتاجرون والمقلدون الاقتصاد العالمي Illicit: How Smugglers, Traffickers and Copycats Are Hijacking the Global Economy. أما المؤيدون، فيمكن عرض وجهة نظرهم من خلال كتب توماس فريدمان، العولمة وشجرة الزيتون The Lexus and the Olive Tree أو العالم مسطح The World is Flat. وهناك أيضا كتاب مارتن وولف، كبير الاقتصاديين في جريدة الفاينانشيال تايمز: لماذا تنجح العولمة Why Globalization Works. كما يقدم كتاب ديفيد هيلد وأنثوني ماكجرو وديفيد جولدبلاد وجوناثان بيراتون، التحولات العالمية: الحياة السياسية والاقتصاد والثقافة Global Transformation: Politics, Economics and Culture نظرة شاملة إلى مختلف نواحي العولمة. وأخيرا يعرض فريد زكريا في كتابه الهام: عالم ما بعد أمريكا The Post-American World يصف فيه بلغة واضحة وسلسة القوى العالمية الكامنة وراء بروز بلاد تنافس الهيمنة الأمريكية بنجاح. 5. متابعات علمية: لأهم التطورات العلمية التي تحدث في الطب والتكنولوجيا من حولنا، على غرار تلك الموضوعات التي تطرحها مجلة الإيكونوميست أو النيوزويك. 6. تبسيط المصطلحات: بحيث يتم مناقشة أهم المصطلحات الاقتصادية وتوضيحها لغير المتخصصين، بحيث يكون القارئ على علم بمعاني أهم المصطلحات التي ترد في المواد التي يقرأها. 7. قضايا ساخنة: ومن حين لآخر، يتم طرح بعض قضايا لكي تستوفى حقها من الدراسة والتحليل، وليكن الآن قضية: الرأسمالية على منعطف الطرق. بحيث يتم توجيه الدعوة إلى كبار الاقتصاديين في المؤسسات الأكاديمية والعلمية للإدلاء بآرائهم في هذه الموضوعات ونشرها في الجريدة أو المجلة تباعا، أو ترجمة آراء أهم علماء الاقتصاد على مستوى العالم التي وردت في تلك القضايا. 8. إطلالة على الصحافة العالمية: وهذا الجزء يشتمل على أهم ما كتبته الصحافة العالمية من مقالات خلال الفترة السابقة على صدور العدد الجديد من الجريدة أو المجلة، وليس بالضرورة ترجمة لكل هذه المقالات الهامة، وإنما يُكتفى بالإشارة لأهم ما جاء في الصحف العالمية خلال الفترة المذكورة. ومثال ذلك: مقال لويس إناسيو لولا داسيلفا Luiz Inacio Lula da Silva رئيس البرازيل بعنوان " مستقبل البشرية هو ما يهم " في جريدة الفاينانشيال تايمز بتاريخ 10/3/2009، أو مقال انجيلا ميركل مستشار ألمانيا الاتحادية وجان بيتر بالكينيده رئيس وزراء هولندا في النيويورك تايمز بعنوان " خريطة طريق للخروج من الأزمة "، أو مقالات آلان جرينسبان Alan Greenspan في الفاينانشيال تايمز عن رؤيته للخروج من الأزمة الراهنة، أو المقال الهام الذي نشرته مجلة نيوزويك لديفيد ميليباند بعنوان " 11 سبتمبر المالي " في عدد 7/4/2009، أو المقال الهام الذي نشرته مجلة تايم بعنوان " عشرة أفكار من شانها أن تغير العالم "، ونشرته مجلة الأهرام الاقتصادي مترجما كاملا في عددها بتاريخ 30 مارس 2009. 9. الأجندة الاقتصادية: في حالة انتظام الجريدة أو المجلة في الصدور بصفة أسبوعية، فإن هذا يوفر فرصة كبيرة لها لعرض مواعيد الندوات والمؤتمرات التي تعقدها المراكز البحثية المختلفة، مثل مراكز كلية الاقتصاد والعلوم السياسية ( مركز الدراسات الاقتصادية والمالية، مركز دراسات واستشارات الإدارة العامة، مركز دراسات الدول النامية، ... الخ )، بالإضافة إلى ندوات معهد التخطيط القومي وسيمينار الثلاثاء الذي يعقده شهريا، وندوات مركز معلومات مجلس الوزراء، ومؤتمرات المركز المصري للدراسات الاقتصادية ... الخ. وهذه المعلومات سوف تفيد كل من المراكز والمعاهد البحثية، التي تشكو دائما من قلة روادها، والقراء الذين قد يكونون مهتمين بحضور تلك الندوات والمؤتمرات، ولكن لا يعرفون أماكن انعقادها أو مواعيدها. ***** وبعد ... فهذه كانت مجرد أفكار أرجو أن تفيد رؤساء تحرير الصحف والمجلات الاقتصادية، بحيث يعود النفع بالتالي على القراء المهتمين بقضايا الاقتصاد والمال. |
فإن نطقت بخيـر فهو لشخصك إحسانا . . . وإن نطقت بشر فهو على شخصك نكرانا
وإن بقيت بين إخوتك فنحـن لك أعوانـا . . . وإن غادرت فنحن لك ذاكرين فلا تنسـانــا
خالد نصر
انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل