أنطون سعادة ... سيرة زعيم
نقدم لكم في السطور التالية
السيرة الذاتية لزعيم الحزب السوري القومي الاجتماعي
أنطون سعادة
ما قبل التأسيس
- ولد في الأول من آذار عام 1904 في بلدة الشوير - جبل لبنان . والده الدكتور خليل سعاده (طبيب ، وصحافي معروف ، كاتب ومترجم ، وله قاموس شهير إنكليزي - عربي) والدته السيدة نايفة نصير خنيصر من مواليد الشوير ، هاجرت أسرتها في أواخر القرن التاسع الى الولايات المتحدة . توفيت عام 1913 في القاهرة اثناء وجود العائلة هناك .
- تلقى علومه الأولى في مدرسة "الفرير" في القاهرة ، وبعد وفاة والدته عاد الى الوطن ليعيش في كنف جدته حيث سافر والده للعمل في الأرجنتين ، وأكمل علومه في مدرسة برمانا ، وفيها سجل أبكر مواقفه القومية ضد الاستعمار حيث قام بإنزال العلم التركي عن سارية المدرسة ومزقه . عام 1919 هاجر مع اخوته الى خاله في الولايات المتحدة الأميركية ، وهناك عمل عدة اشهر في محطة للقطارات ريثما ينتقل الى البرازيل حيث المقر الجديد لعمل والده .
- في البرازيل اقبل سعاده على نهل العلوم بمواظبة واهتمام بالغين ، متتلمذاً على يد أبيه ، وانكب على دراسة اللغات بجهد شخصي (البرتغالية الألمانية والروسية) . ثم اتجهت قراءاته إلى الفلسفة والتاريخ والإجتماع والسياسة . وما لبث أن شارك والده في إصدار جريدة الجريدة ، ثم في مجلة "المجلة" وقد اقتصر دوره في البدء على الطباعة إضافة لبعض الأعمال الإدارية والمالية .
- ظهرت كتاباته الأولى عندما كان في الثامنة عشرة . ونشر خلال عامي 1922 - 1923 عدة مقالات طالب فيها بإنهاء الاحتلال الفرنسي واستقلال سوريا ، وكان أول من استشرف مشروع الحـركة الصهيونية وخطره على سوريا الطبيعية رابطاً بين وعد بلفور بـ "وطن قومي لليهود في فلسطين" وبين اتفاقية سايكس – بيكو التي قسمت سوريا الطبيعية إلى خمس كيانات ، وكان من جرائها سلخ 180 ألف كلم مربع من أراضيها وإخضاعها للاحتلال التركي ، إضافة إلى إخضاع الأهواز للاحتلال الإيراني .
- حاول عام 1925 تأليف حزب لتوحيد أبناء الجالية السورية في البرازيل باسم "الشبيبة الفدائية السورية" ، لكنه لم يلاق نجاحاً . وأعاد المحاولة عام 1927 فأسس "حزب السوريين الأحرار" ، الذي توقف نشاطه بعد ثلاث سنوات .
وإثر توقف مجلة المجلة عن الصدور (1928) انصرف انطون سعاده إلى التعليم في بعض المعاهد السورية في سان باولو ، كما شارك في بعض اللجان التربوية التي أقامتها الحكومة البرازيلية للإشراف على تطوير المناهج التعليمية ، وفي هذه الفترة كتب رواية "فاجعة حب" التي نشرت فيما بعد في بيروت ، وفي صيف 1931 أصدر روايته الثانية "سيدة صيدنايا" .
تأسيس الحزب
- في تموز 1930 عاد الى الوطن ، وبعد إقامة قصيرة في ضهور الشوير سافر الى دمشق لدراسة إمكانية العمل السياسي فيها ، كونها العاصمة التاريخية لسورية ومركز المعارضة السياسية للانتداب الفرنسي ، فمارس التعليم لتأمين رزقه ، وكتب سلسلة من المقالات في الصحف الدمشقية "اليوم ، القبس ، ألف باء" ، لكنه سرعان ما عاد الى بيروت (1931) وبدأ بإعطاء دروس من خارج الملاك في اللغة الألمانية في الجامعة الأميركية . وقد أتاح له التدريس ساحة واسعة للحوار الفكري مع الطلبة والوسط الثقافي ، إضافة الى منابر فكرية أتاحتها له عدة جمعيات ثقافية في بيروت ، منها : العروة الوثقى - جمعية الاجتهاد الروحي للشبيبة - "النادي الفلسطيني" . وقد حفلت هذه المحاضرات ببواكير فكره القومي الاجتماعي في مرحلة ما قبل إعلان الحزب ، وهو ما تمخض عنه فيما بعد العقيدة القومية الاجتماعية ، المنهج الفكري للحزب السوري القومي الاجتماعي الذي أسسه في 16 تشرين الثاني 1932 ، وكان حزباً سرياً بسبب الظروف الصعبة الناجمة عن الانتداب الفرنسي على لبنان والشام .
- عام 1933 أعـاد انطون سعاده إصدار "مجلة المجلة" في بيروت لتساهم في توضيح أسس النهضة السورية القومية الاجتماعية ، وعلى صفحاتها ظهرت في الوطن ، ولأول مرة ، دراسات تحليلية لموضوع "الأمة" استناداً إلى علم الاجتماع الحديث ، وبرؤية مستقلة عن نظريات الغرب التي فلسفت الأمة من منظور عرقي ،.. وسياسي أحياناً أخرى .
- حزيران عام 1935 ، وبعد أن أصبح انتشار الحزب ملموساً في الأوساط الشبابية والثقافية ، أقام سعاده الاجتماع العام الأول رغم سرية الحزب ، وفي هذا الاجتماع ألقى خطاباً مكتوباً هـو من أهم الوثائق الفكرية في العقيدة السورية القومية الاجتماعية ، ودليل عمل حركة النهضة القومية الاجتماعية التي يهدف إليها الحزب ، لكن سلطات الانتداب سرعان ما اكتشفت أمر الحزب نتيجة معلومة نقلها رئيس الجامعة الأميركية بايار خودج إلى السلطة الفرنسية ، فاعتقلت في 16 تشرين الثاني 1935 سعاده وعدداً من الأعضاء بتهمة تشكيل جمعية سرية والإخلال بالأمن العام والإضرار بأمن الدولة وتغيير شكل الحكم .
- وكان هذا الاعتقال الامتحان الأول لمتانة الحزب بعد التأسيس . وظهرت خلال تجربة السجن ، ومن ثم المحاكمات ، ميزات شخصية سعاده ، كمفكر وزعيم نهضة ، حيث أعلن لمعتقليه مسؤوليته الكاملة عن تأسيس الحزب شفوياً وخطياً ، فأصدرت سلطات الانتداب الفرنسي قراراً بسجنه ستة اشهر ، أكمل خلالها كتابة مؤلفه العلمي "نشوء الأمم" الذي صدرت طبعته الأولى عام 1938 . وخرج من السجن في 12 أيار 1936 .
- أثار انكشاف الحزب المزيد في الاوساط الشعبية ، ونشطت حركة الانتماء الى صفوفه ، مما دفع بالقوى الموالية للانتداب وبالفئات الطائفية والانعزالية والتقليدية إلى التكتل لمحاربته .
- اعتقلت سلطات الانتداب سعاده مرة ثانية في 30 حزيران 1936 (أي بعد أسابيع من الإفراج عنه) وظل في السجن الى 12 تشرين الثاني 1936 وخلال هذه الفترة أنجز سعاده كتابه شرح مبادئ الحزب وغايته .
- أعيد اعتقاله في 15 أيار 1936 وظل في السجن حتى 9 آذار 1937 .
14 تشرين الأول 1937 اصدر جريدة النهضة التي استقطبت النخبة الثقافية الشابة ، وكانت صفحاتها منبراً للحوار بين السوريين القوميين الاجتماعيين ومختلف الفئات الفكرية والثقافية والسياسية في لبنان وكيانات الأمة السورية ، وكان سعاده يكتب بشكل يومي ، ويتناول مسائل السياسة الخارجية والأمور الفكرية والردّ على القوى السياسية المناوئة ، وقد حظيت ردوده القومية على البطريرك الماروني والأحزاب الانعزالية في لبنان والشام باهتمام كبير من مختلف الأوساط . وأضاءت باكراً على المخاطر الناجمة عن الخلط بين الديني والسياسي في لبنان. وعلى الطوائف التي تحول دون قيام المجتمع المدني وتقدم حركة النهضة القومية.
الاغتراب القسري
- في ربيع 1938 ، ونتيجة الانتشار الواسع للعقيدة القومية الاجتماعية في كيانات الأمة ، بادرت سلطات الانتداب الى المزيد من التضييق على الحزب ، وفي 11 حزيران غادر سعاده الوطن في جولة على فروع الحزب في المغتربات . وسافر براً من بيروت إلى الأردن ومنها إلى فلسطين ، حيث اجتمع مع السوريين القوميين الاجتماعيين في عمان وفي حيفا . ثم إلى قبرص ، والمانيا ،.. ومنها سافر إلى البرازيل ، حيث استقر في سان باولو مرتع صباه (كانون الأول 1938) . وفور مغادرته بيروت قامت سلطات الانتداب بمداهمة مركز الحزب ، وعطلت صحيفة النهضة ، وحظرت على السوريين القوميين الاجتماعيين ممارسة العمل الحزبي ، كما أصدرت مذكرة قضائية بمحاكمة سعاده .
- حاولت فرنسا عبر ديبلوماسييها الضغط على الحكومة البرازيلية لمنع سعاده من مزاولة العمل الحزبي في أوساط المغتربين السوريين ، خصوصاً أنه كان قد سارع الى إصدار صحيفة تحت اسم "سورية الجديدة" (العدد الأول 11 آذار 1939) . وفي 23 آذار من العام ذاته أقدمت قوات الأمن في البرازيل على اعتقال سعاده وعدداً من رفقائه ، بتهمة "المس بسلامة العلاقات الانترناسيونية للدولة البرازيلية" . ولكن أوساط الجالية السورية وبعض المثقفين البرازيليين سارعوا إلى الدفاع عن سعاده ، فأرسل رئيس جمعية الصحافة في سان باولو رسالة استفسار إلى دائرة الأمن العام ، خصوصاً أن الحكومة الفرنسية كانت قد طلبت عن طريق قنصلها في البرازيل بتسليم انطون سعاده ليمثل أمام محاكم سلطات الانتداب ، لكن الحكومة البرازيلية رفضت ذلك ، وبعد تحقيق قضائي دقيق أعلنت المحكمة البرازيلية براءته من التهم الموجهة اليه ، وأفرجت عنه وعن رفقائه في 30 نيسان 1939 .
- بعد خروجه من السجن بأسبوعين غادر سعاده الى الأرجنتين. ومكث فيها حتى أيار 1940. وهناك حاول تجديد جواز سفره ، لكن السفارة الفرنسية في بيونس ايرس رفضت ذلك . وفي 20 آب من العام ذاته أصدرت سلطات الانتداب الفرنسي في لبنان حكماً غيابياً قضى بسجن سعاده عشرين عاماً ، ونفيه من لبنان عشرين عاماً أخرى ، فاصبح بحكم الأسير داخل الأرجنتين لا يستطيع مغادرتها ، وظل في مغتربه القسري حتى عام 1947 . وأصدر خلال هذه الفترة جريدة "الزوبعة" التي كانت منبرا متميزاً للصوت القومي ، وعلى صفحاتها ظهرت أهم كتاباته السياسية والفكرية والأدبية . وكان قد تعرف على الرفيقة جوليت المير ، وهي من عائلة طرابلسية مقيمة في الأرجنتين ، فتزوجها عام 1941 ، وأنجب منها في المغترب كريمتاه صفية واليسار ، أما راغدة فولدت بعيد عودة العائلة الى الوطن .
- بعد جلاء القوات الفرنسية عام 1946 حاول العودة الى لبنان لكن تحالف بشارة الخوري (رئيس الجمهورية) ورياض الصلح (رئيس الحكومة) كان يعرقل عودته بحجة الحكم القضائي الصادر بحقه منذ أيام الانتداب .
نقدم لكم في السطور التالية
السيرة الذاتية لزعيم الحزب السوري القومي الاجتماعي
أنطون سعادة
ما قبل التأسيس
- ولد في الأول من آذار عام 1904 في بلدة الشوير - جبل لبنان . والده الدكتور خليل سعاده (طبيب ، وصحافي معروف ، كاتب ومترجم ، وله قاموس شهير إنكليزي - عربي) والدته السيدة نايفة نصير خنيصر من مواليد الشوير ، هاجرت أسرتها في أواخر القرن التاسع الى الولايات المتحدة . توفيت عام 1913 في القاهرة اثناء وجود العائلة هناك .
- تلقى علومه الأولى في مدرسة "الفرير" في القاهرة ، وبعد وفاة والدته عاد الى الوطن ليعيش في كنف جدته حيث سافر والده للعمل في الأرجنتين ، وأكمل علومه في مدرسة برمانا ، وفيها سجل أبكر مواقفه القومية ضد الاستعمار حيث قام بإنزال العلم التركي عن سارية المدرسة ومزقه . عام 1919 هاجر مع اخوته الى خاله في الولايات المتحدة الأميركية ، وهناك عمل عدة اشهر في محطة للقطارات ريثما ينتقل الى البرازيل حيث المقر الجديد لعمل والده .
- في البرازيل اقبل سعاده على نهل العلوم بمواظبة واهتمام بالغين ، متتلمذاً على يد أبيه ، وانكب على دراسة اللغات بجهد شخصي (البرتغالية الألمانية والروسية) . ثم اتجهت قراءاته إلى الفلسفة والتاريخ والإجتماع والسياسة . وما لبث أن شارك والده في إصدار جريدة الجريدة ، ثم في مجلة "المجلة" وقد اقتصر دوره في البدء على الطباعة إضافة لبعض الأعمال الإدارية والمالية .
- ظهرت كتاباته الأولى عندما كان في الثامنة عشرة . ونشر خلال عامي 1922 - 1923 عدة مقالات طالب فيها بإنهاء الاحتلال الفرنسي واستقلال سوريا ، وكان أول من استشرف مشروع الحـركة الصهيونية وخطره على سوريا الطبيعية رابطاً بين وعد بلفور بـ "وطن قومي لليهود في فلسطين" وبين اتفاقية سايكس – بيكو التي قسمت سوريا الطبيعية إلى خمس كيانات ، وكان من جرائها سلخ 180 ألف كلم مربع من أراضيها وإخضاعها للاحتلال التركي ، إضافة إلى إخضاع الأهواز للاحتلال الإيراني .
- حاول عام 1925 تأليف حزب لتوحيد أبناء الجالية السورية في البرازيل باسم "الشبيبة الفدائية السورية" ، لكنه لم يلاق نجاحاً . وأعاد المحاولة عام 1927 فأسس "حزب السوريين الأحرار" ، الذي توقف نشاطه بعد ثلاث سنوات .
وإثر توقف مجلة المجلة عن الصدور (1928) انصرف انطون سعاده إلى التعليم في بعض المعاهد السورية في سان باولو ، كما شارك في بعض اللجان التربوية التي أقامتها الحكومة البرازيلية للإشراف على تطوير المناهج التعليمية ، وفي هذه الفترة كتب رواية "فاجعة حب" التي نشرت فيما بعد في بيروت ، وفي صيف 1931 أصدر روايته الثانية "سيدة صيدنايا" .
تأسيس الحزب
- في تموز 1930 عاد الى الوطن ، وبعد إقامة قصيرة في ضهور الشوير سافر الى دمشق لدراسة إمكانية العمل السياسي فيها ، كونها العاصمة التاريخية لسورية ومركز المعارضة السياسية للانتداب الفرنسي ، فمارس التعليم لتأمين رزقه ، وكتب سلسلة من المقالات في الصحف الدمشقية "اليوم ، القبس ، ألف باء" ، لكنه سرعان ما عاد الى بيروت (1931) وبدأ بإعطاء دروس من خارج الملاك في اللغة الألمانية في الجامعة الأميركية . وقد أتاح له التدريس ساحة واسعة للحوار الفكري مع الطلبة والوسط الثقافي ، إضافة الى منابر فكرية أتاحتها له عدة جمعيات ثقافية في بيروت ، منها : العروة الوثقى - جمعية الاجتهاد الروحي للشبيبة - "النادي الفلسطيني" . وقد حفلت هذه المحاضرات ببواكير فكره القومي الاجتماعي في مرحلة ما قبل إعلان الحزب ، وهو ما تمخض عنه فيما بعد العقيدة القومية الاجتماعية ، المنهج الفكري للحزب السوري القومي الاجتماعي الذي أسسه في 16 تشرين الثاني 1932 ، وكان حزباً سرياً بسبب الظروف الصعبة الناجمة عن الانتداب الفرنسي على لبنان والشام .
- عام 1933 أعـاد انطون سعاده إصدار "مجلة المجلة" في بيروت لتساهم في توضيح أسس النهضة السورية القومية الاجتماعية ، وعلى صفحاتها ظهرت في الوطن ، ولأول مرة ، دراسات تحليلية لموضوع "الأمة" استناداً إلى علم الاجتماع الحديث ، وبرؤية مستقلة عن نظريات الغرب التي فلسفت الأمة من منظور عرقي ،.. وسياسي أحياناً أخرى .
- حزيران عام 1935 ، وبعد أن أصبح انتشار الحزب ملموساً في الأوساط الشبابية والثقافية ، أقام سعاده الاجتماع العام الأول رغم سرية الحزب ، وفي هذا الاجتماع ألقى خطاباً مكتوباً هـو من أهم الوثائق الفكرية في العقيدة السورية القومية الاجتماعية ، ودليل عمل حركة النهضة القومية الاجتماعية التي يهدف إليها الحزب ، لكن سلطات الانتداب سرعان ما اكتشفت أمر الحزب نتيجة معلومة نقلها رئيس الجامعة الأميركية بايار خودج إلى السلطة الفرنسية ، فاعتقلت في 16 تشرين الثاني 1935 سعاده وعدداً من الأعضاء بتهمة تشكيل جمعية سرية والإخلال بالأمن العام والإضرار بأمن الدولة وتغيير شكل الحكم .
- وكان هذا الاعتقال الامتحان الأول لمتانة الحزب بعد التأسيس . وظهرت خلال تجربة السجن ، ومن ثم المحاكمات ، ميزات شخصية سعاده ، كمفكر وزعيم نهضة ، حيث أعلن لمعتقليه مسؤوليته الكاملة عن تأسيس الحزب شفوياً وخطياً ، فأصدرت سلطات الانتداب الفرنسي قراراً بسجنه ستة اشهر ، أكمل خلالها كتابة مؤلفه العلمي "نشوء الأمم" الذي صدرت طبعته الأولى عام 1938 . وخرج من السجن في 12 أيار 1936 .
- أثار انكشاف الحزب المزيد في الاوساط الشعبية ، ونشطت حركة الانتماء الى صفوفه ، مما دفع بالقوى الموالية للانتداب وبالفئات الطائفية والانعزالية والتقليدية إلى التكتل لمحاربته .
- اعتقلت سلطات الانتداب سعاده مرة ثانية في 30 حزيران 1936 (أي بعد أسابيع من الإفراج عنه) وظل في السجن الى 12 تشرين الثاني 1936 وخلال هذه الفترة أنجز سعاده كتابه شرح مبادئ الحزب وغايته .
- أعيد اعتقاله في 15 أيار 1936 وظل في السجن حتى 9 آذار 1937 .
14 تشرين الأول 1937 اصدر جريدة النهضة التي استقطبت النخبة الثقافية الشابة ، وكانت صفحاتها منبراً للحوار بين السوريين القوميين الاجتماعيين ومختلف الفئات الفكرية والثقافية والسياسية في لبنان وكيانات الأمة السورية ، وكان سعاده يكتب بشكل يومي ، ويتناول مسائل السياسة الخارجية والأمور الفكرية والردّ على القوى السياسية المناوئة ، وقد حظيت ردوده القومية على البطريرك الماروني والأحزاب الانعزالية في لبنان والشام باهتمام كبير من مختلف الأوساط . وأضاءت باكراً على المخاطر الناجمة عن الخلط بين الديني والسياسي في لبنان. وعلى الطوائف التي تحول دون قيام المجتمع المدني وتقدم حركة النهضة القومية.
الاغتراب القسري
- في ربيع 1938 ، ونتيجة الانتشار الواسع للعقيدة القومية الاجتماعية في كيانات الأمة ، بادرت سلطات الانتداب الى المزيد من التضييق على الحزب ، وفي 11 حزيران غادر سعاده الوطن في جولة على فروع الحزب في المغتربات . وسافر براً من بيروت إلى الأردن ومنها إلى فلسطين ، حيث اجتمع مع السوريين القوميين الاجتماعيين في عمان وفي حيفا . ثم إلى قبرص ، والمانيا ،.. ومنها سافر إلى البرازيل ، حيث استقر في سان باولو مرتع صباه (كانون الأول 1938) . وفور مغادرته بيروت قامت سلطات الانتداب بمداهمة مركز الحزب ، وعطلت صحيفة النهضة ، وحظرت على السوريين القوميين الاجتماعيين ممارسة العمل الحزبي ، كما أصدرت مذكرة قضائية بمحاكمة سعاده .
- حاولت فرنسا عبر ديبلوماسييها الضغط على الحكومة البرازيلية لمنع سعاده من مزاولة العمل الحزبي في أوساط المغتربين السوريين ، خصوصاً أنه كان قد سارع الى إصدار صحيفة تحت اسم "سورية الجديدة" (العدد الأول 11 آذار 1939) . وفي 23 آذار من العام ذاته أقدمت قوات الأمن في البرازيل على اعتقال سعاده وعدداً من رفقائه ، بتهمة "المس بسلامة العلاقات الانترناسيونية للدولة البرازيلية" . ولكن أوساط الجالية السورية وبعض المثقفين البرازيليين سارعوا إلى الدفاع عن سعاده ، فأرسل رئيس جمعية الصحافة في سان باولو رسالة استفسار إلى دائرة الأمن العام ، خصوصاً أن الحكومة الفرنسية كانت قد طلبت عن طريق قنصلها في البرازيل بتسليم انطون سعاده ليمثل أمام محاكم سلطات الانتداب ، لكن الحكومة البرازيلية رفضت ذلك ، وبعد تحقيق قضائي دقيق أعلنت المحكمة البرازيلية براءته من التهم الموجهة اليه ، وأفرجت عنه وعن رفقائه في 30 نيسان 1939 .
- بعد خروجه من السجن بأسبوعين غادر سعاده الى الأرجنتين. ومكث فيها حتى أيار 1940. وهناك حاول تجديد جواز سفره ، لكن السفارة الفرنسية في بيونس ايرس رفضت ذلك . وفي 20 آب من العام ذاته أصدرت سلطات الانتداب الفرنسي في لبنان حكماً غيابياً قضى بسجن سعاده عشرين عاماً ، ونفيه من لبنان عشرين عاماً أخرى ، فاصبح بحكم الأسير داخل الأرجنتين لا يستطيع مغادرتها ، وظل في مغتربه القسري حتى عام 1947 . وأصدر خلال هذه الفترة جريدة "الزوبعة" التي كانت منبرا متميزاً للصوت القومي ، وعلى صفحاتها ظهرت أهم كتاباته السياسية والفكرية والأدبية . وكان قد تعرف على الرفيقة جوليت المير ، وهي من عائلة طرابلسية مقيمة في الأرجنتين ، فتزوجها عام 1941 ، وأنجب منها في المغترب كريمتاه صفية واليسار ، أما راغدة فولدت بعيد عودة العائلة الى الوطن .
- بعد جلاء القوات الفرنسية عام 1946 حاول العودة الى لبنان لكن تحالف بشارة الخوري (رئيس الجمهورية) ورياض الصلح (رئيس الحكومة) كان يعرقل عودته بحجة الحكم القضائي الصادر بحقه منذ أيام الانتداب .