إلى روح الرئيس حافظ الأسد في ذكرى رحيله : قل شيئاً لأبناء ما زالوا بحاجتك..
شارك
|
كتب أيمن قحف
منذ أحد عشر عاماً رحل حافظ الأسد عن دنيا الوجود الفيزيائي ، ولكنه بقي دائماً في وجدان الناس ، من سوريين وغيرهم، لأنه كان رجلاً استثنائياً بكل معنى الكلمة ، جعل من سورية قوة تليق بشعبها وتاريخها ، حمل صفات القائد والأب ، تبنى نهجاً مقاوماً ، حارب وقت تطلب الأمر ، وفاوض من موقع القوة.
احتفظ الرئيس الراحل دائماً بأوراق قوة لا يبرزها إلا وقت الضرورة ، يلوح بها وإن لم يضطر لاستخدامها ، كان صاحب بصيرة ، وكان الجميع ينتظرون ما سيقول وما سيفعل ، وكان كثيراً ما يفاجئ العالم بمواقف يستبق فيها الحدث فيرغم الجميع على صياغة مواقف تتوافق مع ما يريد ولم ينتظر أن يفرض عليه شيء في عقر داره !
الرئيس الراحل لم يزر أمريكا يوماً ولكنه جعل الرئيس كلينتون يأتي دمشق ، وقبلها جعله يقطع نصف مسافة إلى جنيف ، وقبلها استقبل الرئيس كارتر في عاصمة الأمويين ..
الرئيس حافظ الأسد بنى مؤسسة عسكرية وسياسية منسجمة وقوية ، لكن الاهتمام الخارجي جعله اهتمامه أقل بالشأن الداخلي وخاصة الاقتصادي ، فكان تقدمنا الاقتصادي أقل سرعة من قوتنا السياسية ..
تعرضت سورية في عهده للكثير من الأزمات والضغوط لكنه كان يسبق الأحداث فيجيرها لتصبح مصدر قوة بدل مصدر الضعف ..
ليس الحديث في باب المقارنات ‘ فزمن الرئيس بشار الأسد غير زمن الأب ، و المعادلات الدولية والاقليمية تغيرت ، ووسائل الاتصال والاعلام تغيرت ، والشعب تغير – لا أدري بأي اتجاه –
ولكن في هذا الزمن الصعب ، ثمة رجل نحتاجه جميعاً ليقول شيئاً لهذا الشعب الذي ضل ببعضه الطريق ، وغابت الرؤيا الصائبة عن بعضه ، وبات كثيرون لا يفهمون ماذا يحصل ولماذا وماذا ينتظرهم ؟
يا سيدي ، الذي نعتبرك من أولياء الله الصالحين ، قل شيئاً لأبناء وطني ..
قل لهم أن " من يخرج من جلده يبرد ، لن ينفعكم أحد من الخارج ، قل لهم أن البلد يتسع لنا جميعاً ، قل لهم أنه ليس ذنب أي منا أنه خلق من طائفة كذا أو في مدينة كذا، إنها مشيئة الله ، قل لهم أن يتحملوا آراء تختلف عن آرائهم ، وأن لا يوهمهم أحد أن رأيهم هو الصائب ..
قل لهم أن الحقيقة ليست في الفضائية السورية أو الدنيا أو الجزيرة والعربية ، بل الحقيقة في قلوبهم النقية ومحبتهم لوطنهم ..
قل لهم أن يتكاتفوا جميعاً حول وطنهم المهدد ومستقبل أولادهم ، فالوضع الحالي لو استمر سيسير بالجميع نحو الهاوية ..
قل لهم أن يميزوا ما بين أصحاب الرأي الحر الساعين للحق والحرية وما بين مجرمين يريدون للبلد وناسه جميعاً الخراب..
قل لهم أن لا يثقوا بالآخرين من الخارج إلا بمقدار الحذر :
إذا رأيت نيوب الليث بارزة فلا تظنن أن الليث يبتسم
قل لهم أن : عدو جدك لا يودك ، فلا تنتظروا خيراً من أمريكا والمستعمرين الأوروبيين ..
وتذكرون أن غورو بعد مئات السنين قال عندما دخل دمشق : ها نحن عدنا يا صلاح الدين !
واليوم هم عائدون يا حافظ الأسد ويا سلطان باشا الأطرش ويا ابراهيم هنانو ويا سامي الحسن الدندشي " جدي الذي قاد ثورة تلكلخ " ويا شيخنا الجليل صالح العلي ..
فقولوا لشعبنا أن لا يجعل نفسه مطية للصليبين الجدد ومنصة يطلق اليهود علينا النار ... هل بات اليهود ومن أوجدوا اسرائيل اليوم يحبون أهل درعا وجسر الشغور وحي بابا عمرو وبانياس ؟!
قل لهم : هل بات من يحرص على الطفل الشهيد حمزة الخطيب غير الذي سمح بقتل مئات الأطفال في غزة وجنوب لبنان ؟
أرجوك يا سيدي الراحل ، وأنت الذي كنت تتكلم فيصمت العالم ويستمع ، قل شيئاً لهذا الشعب الذي يفتقدك اليوم كثيراً..
سيريانديز
شارك
|
كتب أيمن قحف
منذ أحد عشر عاماً رحل حافظ الأسد عن دنيا الوجود الفيزيائي ، ولكنه بقي دائماً في وجدان الناس ، من سوريين وغيرهم، لأنه كان رجلاً استثنائياً بكل معنى الكلمة ، جعل من سورية قوة تليق بشعبها وتاريخها ، حمل صفات القائد والأب ، تبنى نهجاً مقاوماً ، حارب وقت تطلب الأمر ، وفاوض من موقع القوة.
احتفظ الرئيس الراحل دائماً بأوراق قوة لا يبرزها إلا وقت الضرورة ، يلوح بها وإن لم يضطر لاستخدامها ، كان صاحب بصيرة ، وكان الجميع ينتظرون ما سيقول وما سيفعل ، وكان كثيراً ما يفاجئ العالم بمواقف يستبق فيها الحدث فيرغم الجميع على صياغة مواقف تتوافق مع ما يريد ولم ينتظر أن يفرض عليه شيء في عقر داره !
الرئيس الراحل لم يزر أمريكا يوماً ولكنه جعل الرئيس كلينتون يأتي دمشق ، وقبلها جعله يقطع نصف مسافة إلى جنيف ، وقبلها استقبل الرئيس كارتر في عاصمة الأمويين ..
الرئيس حافظ الأسد بنى مؤسسة عسكرية وسياسية منسجمة وقوية ، لكن الاهتمام الخارجي جعله اهتمامه أقل بالشأن الداخلي وخاصة الاقتصادي ، فكان تقدمنا الاقتصادي أقل سرعة من قوتنا السياسية ..
تعرضت سورية في عهده للكثير من الأزمات والضغوط لكنه كان يسبق الأحداث فيجيرها لتصبح مصدر قوة بدل مصدر الضعف ..
ليس الحديث في باب المقارنات ‘ فزمن الرئيس بشار الأسد غير زمن الأب ، و المعادلات الدولية والاقليمية تغيرت ، ووسائل الاتصال والاعلام تغيرت ، والشعب تغير – لا أدري بأي اتجاه –
ولكن في هذا الزمن الصعب ، ثمة رجل نحتاجه جميعاً ليقول شيئاً لهذا الشعب الذي ضل ببعضه الطريق ، وغابت الرؤيا الصائبة عن بعضه ، وبات كثيرون لا يفهمون ماذا يحصل ولماذا وماذا ينتظرهم ؟
يا سيدي ، الذي نعتبرك من أولياء الله الصالحين ، قل شيئاً لأبناء وطني ..
قل لهم أن " من يخرج من جلده يبرد ، لن ينفعكم أحد من الخارج ، قل لهم أن البلد يتسع لنا جميعاً ، قل لهم أنه ليس ذنب أي منا أنه خلق من طائفة كذا أو في مدينة كذا، إنها مشيئة الله ، قل لهم أن يتحملوا آراء تختلف عن آرائهم ، وأن لا يوهمهم أحد أن رأيهم هو الصائب ..
قل لهم أن الحقيقة ليست في الفضائية السورية أو الدنيا أو الجزيرة والعربية ، بل الحقيقة في قلوبهم النقية ومحبتهم لوطنهم ..
قل لهم أن يتكاتفوا جميعاً حول وطنهم المهدد ومستقبل أولادهم ، فالوضع الحالي لو استمر سيسير بالجميع نحو الهاوية ..
قل لهم أن يميزوا ما بين أصحاب الرأي الحر الساعين للحق والحرية وما بين مجرمين يريدون للبلد وناسه جميعاً الخراب..
قل لهم أن لا يثقوا بالآخرين من الخارج إلا بمقدار الحذر :
إذا رأيت نيوب الليث بارزة فلا تظنن أن الليث يبتسم
قل لهم أن : عدو جدك لا يودك ، فلا تنتظروا خيراً من أمريكا والمستعمرين الأوروبيين ..
وتذكرون أن غورو بعد مئات السنين قال عندما دخل دمشق : ها نحن عدنا يا صلاح الدين !
واليوم هم عائدون يا حافظ الأسد ويا سلطان باشا الأطرش ويا ابراهيم هنانو ويا سامي الحسن الدندشي " جدي الذي قاد ثورة تلكلخ " ويا شيخنا الجليل صالح العلي ..
فقولوا لشعبنا أن لا يجعل نفسه مطية للصليبين الجدد ومنصة يطلق اليهود علينا النار ... هل بات اليهود ومن أوجدوا اسرائيل اليوم يحبون أهل درعا وجسر الشغور وحي بابا عمرو وبانياس ؟!
قل لهم : هل بات من يحرص على الطفل الشهيد حمزة الخطيب غير الذي سمح بقتل مئات الأطفال في غزة وجنوب لبنان ؟
أرجوك يا سيدي الراحل ، وأنت الذي كنت تتكلم فيصمت العالم ويستمع ، قل شيئاً لهذا الشعب الذي يفتقدك اليوم كثيراً..
سيريانديز