كتب: أيمن قحف
قضيت معظم أيام الأسبوع الماضي في موسكو في زيارة لحضور اجتماعات مجلس الأعمال السوري الروسي.
موسكو مدينة عظيمة محفورة في ذاكرة السوريين كصديق قديم لطالما وقف معنا أيام الشدائد ، وهي اليوم تعيد تاريخ الألق في قلوب شعب وبلد يتعرض للظلم من العالم بأجمعه ، بعد أن أضاع سنوات الرخاء التي ظلم فيها نفسه عندما أخر الإصلاح و سمح للفساد بالنمو حتى أفرز ما أفرزه في ساحة الوطن مما نراه اليوم ..
في آخر أيام رحلتنا قضينا ساعتين ونصف في رحلة نهرية اخترقنا فيها العاصمة الروسية بيخت فاخر سار بنا بهدوء فوق مياه نهر موسكو المنسابة بهدوء صيفاً والتي تتجمد شتاء حتى يمكن أن تسير عليها سيارة ثقيلة!
عبر مسار الرحلة النهرية يمكن للمرء أن يشاهد المدينة بعصورها المختلفة فهناك أبنية عتيقة تعود للعصر القيصري وبجانبها تتوضع أبنية أخرى تعود للعصر الشيوعي بأشكالها الرتيبة، ولكن لم يترك ستالين عاصمته دون أن يبني فيها ما يذكر الناس به، فهناك سبع مبانٍ متشابهة من حيث التصميم ومتفاوتة من حيث الحجم، زرعها في أنحاء العاصمة، من أبرزها مبنى الفندق الذي مكثنا فيه وهو فندق "أوكرانيا رويال" وهي مبان رائعة جداً تعكس فخامة وقوة الإمبراطورية السوفيتية.
في أماكن أخرى تجد ناطحات السحاب بغطائها الزجاجي بدأت تنتشر في موسكو، ولاقت رفضاً من الكثيرين وبشكل خاص محافظ موسكو الجديد الذي اعتبرها مشوهة للمشهد العام، ولو كان القرار بيده لأزالها على الفور...!!
في موسكو التي تركناها بلا سفير منذ عام ونصف يحاول الدكتور سليمان أبو دياب القائم بالأعمال الذي كلف على حين غرّة أن يفعل شيئاً ولكن بكل الأحوال تبدو المواقف الروسية حتى الآن مواقف تعكس الصداقة وتذكّر بالأيام الخوالي عندما كانت موسكو تناصر الشعوب المستضعفة ضد التسلط الغربي.
السوريون هناك منشغلون بأخبار البلد ويتألمون لكلّ قطرة دم بريئة تهدر و يستغربون شراسة الحملة السياسية والإعلامية على بلد يحاول أن يخطو بجدية نحو الإصلاحات والمستقبل الأفضل.
يستطيع أبناء سورية في موسكو أن يقوموا بالكثير فيما لو وظفت طاقاتهم بالاتجاه الصحيح، فهم أقوياء وناجحون في عملهم، ولديهم حضور اقتصادي واجتماعي وثقافي وحتى علاقات قوية مع النخبة السياسية.
أصدقائي الذين التقيتهم يدفعون إلى التفاؤل ، فالدكتور المهندس بسام الشلبي أستاذ جامعي مرموق والسيد أمجد دوبا يملك شركة سياحية متميزة والدكتور واصل الجميلي يملك شركة تجارية ناجحة وأدهم رجل أعمال متميز، وأصدقائي في مكتب السورية أحمد الحسين وسلطان وأنس والشابة ريمي الفندي وغيرهم... يستطيعون ويرغبون بفعل شيء ما من أجل ذلك، ولكن من يوظف الطاقات...؟
حاول الدكتور عبد الرحمن العطار ووفد مجلس الأعمال السوري- الروسي أن يبنوا جسوراً أفضل من خلال نظرائهم الروس ومن خلال زيارة وزارة التنمية الاقتصادية، وغرفة التجارة والصناعة الفيدرالية، ولكنهم وللأسف ارتجلوا الجهود وكان من الأفضل لو جاؤوا بدعم رسمي وبتوجهات محددة لطرحها في الزيارة.
علينا أن نبني استراتيجية واضحة وصادقة وجريئة للتعامل مع العملاق الروسي، فهو لديه أرضيه طيبة للتعامل معنا إن أحسنا نحن استثمارها وبأيدينا يمكن أن نضيع الفرصة ونجعل الأصدقاء الروس يذهبون مرة أخرى باتجاه المعسكر الغربي، شخصية هامة قالت لي أننا بارعون في الزيارات والمبادرات والكلام وحتى توقيع الاتفاقيات لكن المتابعة غائبة وأيّ إجراء حتى لو كان مع رورسيا العظمى يعامل في أروقة دوائرنا الرسمية كما تعامل إجازة إدارية لموظف من الفئة الخامسة فهي مجرد أوراق بالنسبة لنا وإن لم تكن كذلك بالنسبة للأصدقاء الروس.
في موسكو التقيت مسؤولين وسياسيين، الجميع يتحدثون لغة واحدة، يرفضون سيطرة القطب الواحد، ويحذرون من السياسات المتفردة ويدعمون سورية في معركتها الإصلاحية، ويرفضون التدخل في شؤونها الداخلية، وهو موقف صلب يحاول أعداء سورية أن يغيروه ليدخلوا مجلس الأمن على خطّ ضرب سورية، ولكن المعارضة الروسية مازالت هي العائق.
هم يحاولون تغيير عقل الروس ونحن حتى الآن نبيع الكلام في الهواء ظانين أنّ الارتباط العاطفي والتصريحات الصادرة اليوم قد تستمر طويلاً إذا لم نفعل شيئاً لمكافأة من يقف إلى جانبنا.
إن المصالح هي التي تحرك المواقف ، والروس يستحقون معاملة تفضيلية لا بد أن تأتي من الحكومة السورية أولاً ومن رجال الأعمال وحتى المواطن ..
قضيت معظم أيام الأسبوع الماضي في موسكو في زيارة لحضور اجتماعات مجلس الأعمال السوري الروسي.
موسكو مدينة عظيمة محفورة في ذاكرة السوريين كصديق قديم لطالما وقف معنا أيام الشدائد ، وهي اليوم تعيد تاريخ الألق في قلوب شعب وبلد يتعرض للظلم من العالم بأجمعه ، بعد أن أضاع سنوات الرخاء التي ظلم فيها نفسه عندما أخر الإصلاح و سمح للفساد بالنمو حتى أفرز ما أفرزه في ساحة الوطن مما نراه اليوم ..
في آخر أيام رحلتنا قضينا ساعتين ونصف في رحلة نهرية اخترقنا فيها العاصمة الروسية بيخت فاخر سار بنا بهدوء فوق مياه نهر موسكو المنسابة بهدوء صيفاً والتي تتجمد شتاء حتى يمكن أن تسير عليها سيارة ثقيلة!
عبر مسار الرحلة النهرية يمكن للمرء أن يشاهد المدينة بعصورها المختلفة فهناك أبنية عتيقة تعود للعصر القيصري وبجانبها تتوضع أبنية أخرى تعود للعصر الشيوعي بأشكالها الرتيبة، ولكن لم يترك ستالين عاصمته دون أن يبني فيها ما يذكر الناس به، فهناك سبع مبانٍ متشابهة من حيث التصميم ومتفاوتة من حيث الحجم، زرعها في أنحاء العاصمة، من أبرزها مبنى الفندق الذي مكثنا فيه وهو فندق "أوكرانيا رويال" وهي مبان رائعة جداً تعكس فخامة وقوة الإمبراطورية السوفيتية.
في أماكن أخرى تجد ناطحات السحاب بغطائها الزجاجي بدأت تنتشر في موسكو، ولاقت رفضاً من الكثيرين وبشكل خاص محافظ موسكو الجديد الذي اعتبرها مشوهة للمشهد العام، ولو كان القرار بيده لأزالها على الفور...!!
في موسكو التي تركناها بلا سفير منذ عام ونصف يحاول الدكتور سليمان أبو دياب القائم بالأعمال الذي كلف على حين غرّة أن يفعل شيئاً ولكن بكل الأحوال تبدو المواقف الروسية حتى الآن مواقف تعكس الصداقة وتذكّر بالأيام الخوالي عندما كانت موسكو تناصر الشعوب المستضعفة ضد التسلط الغربي.
السوريون هناك منشغلون بأخبار البلد ويتألمون لكلّ قطرة دم بريئة تهدر و يستغربون شراسة الحملة السياسية والإعلامية على بلد يحاول أن يخطو بجدية نحو الإصلاحات والمستقبل الأفضل.
يستطيع أبناء سورية في موسكو أن يقوموا بالكثير فيما لو وظفت طاقاتهم بالاتجاه الصحيح، فهم أقوياء وناجحون في عملهم، ولديهم حضور اقتصادي واجتماعي وثقافي وحتى علاقات قوية مع النخبة السياسية.
أصدقائي الذين التقيتهم يدفعون إلى التفاؤل ، فالدكتور المهندس بسام الشلبي أستاذ جامعي مرموق والسيد أمجد دوبا يملك شركة سياحية متميزة والدكتور واصل الجميلي يملك شركة تجارية ناجحة وأدهم رجل أعمال متميز، وأصدقائي في مكتب السورية أحمد الحسين وسلطان وأنس والشابة ريمي الفندي وغيرهم... يستطيعون ويرغبون بفعل شيء ما من أجل ذلك، ولكن من يوظف الطاقات...؟
حاول الدكتور عبد الرحمن العطار ووفد مجلس الأعمال السوري- الروسي أن يبنوا جسوراً أفضل من خلال نظرائهم الروس ومن خلال زيارة وزارة التنمية الاقتصادية، وغرفة التجارة والصناعة الفيدرالية، ولكنهم وللأسف ارتجلوا الجهود وكان من الأفضل لو جاؤوا بدعم رسمي وبتوجهات محددة لطرحها في الزيارة.
علينا أن نبني استراتيجية واضحة وصادقة وجريئة للتعامل مع العملاق الروسي، فهو لديه أرضيه طيبة للتعامل معنا إن أحسنا نحن استثمارها وبأيدينا يمكن أن نضيع الفرصة ونجعل الأصدقاء الروس يذهبون مرة أخرى باتجاه المعسكر الغربي، شخصية هامة قالت لي أننا بارعون في الزيارات والمبادرات والكلام وحتى توقيع الاتفاقيات لكن المتابعة غائبة وأيّ إجراء حتى لو كان مع رورسيا العظمى يعامل في أروقة دوائرنا الرسمية كما تعامل إجازة إدارية لموظف من الفئة الخامسة فهي مجرد أوراق بالنسبة لنا وإن لم تكن كذلك بالنسبة للأصدقاء الروس.
في موسكو التقيت مسؤولين وسياسيين، الجميع يتحدثون لغة واحدة، يرفضون سيطرة القطب الواحد، ويحذرون من السياسات المتفردة ويدعمون سورية في معركتها الإصلاحية، ويرفضون التدخل في شؤونها الداخلية، وهو موقف صلب يحاول أعداء سورية أن يغيروه ليدخلوا مجلس الأمن على خطّ ضرب سورية، ولكن المعارضة الروسية مازالت هي العائق.
هم يحاولون تغيير عقل الروس ونحن حتى الآن نبيع الكلام في الهواء ظانين أنّ الارتباط العاطفي والتصريحات الصادرة اليوم قد تستمر طويلاً إذا لم نفعل شيئاً لمكافأة من يقف إلى جانبنا.
إن المصالح هي التي تحرك المواقف ، والروس يستحقون معاملة تفضيلية لا بد أن تأتي من الحكومة السورية أولاً ومن رجال الأعمال وحتى المواطن ..