يمن قحف
بشار النجاري، وسبيع ندّاف وآخرون كثر متهمون بمحبة الوطن في بودابست ..
ومثلهم محمد عبّاس، وهمام دلال ونجدت سلامة في براغ...! سوريون يحبون بلدهم ويخافون عليه يجدون أنفسهم عرضة لهجوم ومضايقات لا تنتهي بالدرجة الأولى من أبناء بلدهم...!
هناك في المغترب الأوروبي حيث قضيت أياماً في النمسا و تشيكيا وهنغاريا، قابلت العشرات من أبناء سورية، كما التقيت مع سفرائنا هناك في محاولة لفهم انعكاس الأحداث الجارية حالياً في سورية على الجاليات المغتربة، وكيف تبدو صورة بلدنا حالياً.
السوريون في الجاليات خائفون وقلقون ولا يكاد يصلهم من صورة البلد إلا ما تبثه "القنوات إياها" فليس هناك حضور قوي للإعلام السوري بمختلف أشكاله، وبالتالي ومن غرفة الفندق يوم الجمعة كنت سأشعر بقلق شديد وأنا أشاهد قناة الجزيرة تنقل أحداث الجمعة في سورية، فلا يوجد مصدر غيرها باللغة العربية، ولكن لحسن حظي أنني أعرف الجزيرة جيداً هذه
الأيام، كما أنني قادم للتو من دمشق وحمص وأعرف تماماً مايجري على الأرض و كيف...
قد يكون مقبولاً وجود خلافات واختلافات بين أبناء الوطن سواء في الداخل أو الخارج ولكن من غير المقبول تشويه الحقائق وصورة البلد، والإساءة إلى رموزه السياسية والاقتصادية، والفنية، والاجتماعية، وحتى الدينية، تحت مسمى "حرية الرأي والتعبير".
لقد عانى أبناء الجاليات المحبون لوطنهم الكثير في الفترة الماضية وهم يحاربون وحيدين، ليس بين أيديهم أسلحة سوى القلب الذي ينبض بحب سورية، هناك هم ليسوا مضطرين للمزاولة ولا ينتظرون مكافأة من وطنهم بل هم في ظل المناخ السائد يدفعون ضريبة الانتماء، لكنهم وبحقّ كانوا رجالاً في أيام الشدائد.
طريقة التعبير عن محبة الوطن بدت حضارية ولائقة أمام الجمهور الأوروبي من قبل محبي سورية، و عنيفة ومستهجنة من قبل دعاة "الحرية والديمقراطية"....!!
"دعاة الحرية" الذين يتغنون بحرية الرأي والتعبير والعقيدة، يرفضون أن يسمعوا أية وجهة نظر تخالف رأيهم فبئس الحرية التي لا تعترف بالرأي الآخر.
لقد طرح العقلاء من محبي الوطن مبادرة أرجو لها أن تتوسع لتشمل كلّ الجاليات، فهناك مشروع بيان موجز يدور الآن لتوقيعه من أبناء سورية في بعض البلدان، يتضمن الثوابت الوطنية التي يتغنى بها الجميع، لعلّ أولها رفض التدخل الأجنبي والخارجي الذي يتبّجح به البعض ورفض الطائفية ونبذ العنف والاحتكام إلى القانون والدعوى إلى الحوار وغير ذلك من المسلمات، ومن يريد التدخل الأجنبي والطائفية فيمكنه أن لا يوقع هذا البيان.
إنه موقف محرج لأصحاب الأجندات الخاصة، وطوق نجاة لمن انقاد عن غير قناعة مع الغوغاء.
السوريون يجب أن يكونوا يداً واحدة في بلاد الغربة مهما كانت الظروف، ولا يجوز بأي حال من الأحوال أن يجعلوا بلدهم هدفاً للآخرين أو أن تتصاعد الخلافات فيما بينهم، دون شعور بالمسؤولية.
لقد آلمني أنّ معظم السوريين المغتربين لن يأتوا لقضاء الصيف في الوطن الأمّ لأنهم يشعرون بالخوف، وأعتقد أن الواجب الوطني يملي عليهم أن يأتوا هذا العام أكثر من أي عام مضى ليكونوا مع وطنهم وأهلهم، وليعطوا رسالة للعالم لأن سورية والشعب السوري أكبر من أن تهزه بعض الحوادث والتحريض وهنا أعتقد أنّ على الحكومة السورية أن تدعم مؤسسة الطيران العربية السورية، وحتى أجنحة الشام للطيران لتقدم أسعاراً تشجيعية مخفضة وحتى تذاكر مجانية لاستقدام أبناء الوطن خلال هذا الصيف.
مع احترامي وتقديري للسفراء والسفارة السورية فإنهم لا يقومون بما يكفي لطمأنة الجاليات عن وضع البلد ولتوحيد صفوفهم واحتواء بعض من أساء التقدير أو قرأ الواقعة بصورة غير دقيقة، فسفاراتنا يجب أن تكون صاحبة المبادرة في التواصل ورفع المعنويات وزيادة النشاط الهادف إلى التعريف بحقائق الأمور رسمياً وإعلامياً، وكلها أمور لا تحتاج لتكليف رسمي من وزارة الخارجية فهي من صميم عمل السفارة، ولا خلاف على العناوين الوطنية.
وأعتقد أنّه من الضروري الدعوى إلى مؤتمر عامّ للمغتربين السوريين أو على الأقل لمؤتمرات إقليمية لبحث وضع الجاليات والدور الذي يمكن أن تقوم به وربطه من جديد بوطنهم بصورة إيجابية، بعد أن أثرّت الأحداث على العديد منهم، فصاروا على خصومة بدلاً من أن يكونوا سفراء للبلد...!
بورصات وأسواق - افتتاحية العدد
بشار النجاري، وسبيع ندّاف وآخرون كثر متهمون بمحبة الوطن في بودابست ..
ومثلهم محمد عبّاس، وهمام دلال ونجدت سلامة في براغ...! سوريون يحبون بلدهم ويخافون عليه يجدون أنفسهم عرضة لهجوم ومضايقات لا تنتهي بالدرجة الأولى من أبناء بلدهم...!
هناك في المغترب الأوروبي حيث قضيت أياماً في النمسا و تشيكيا وهنغاريا، قابلت العشرات من أبناء سورية، كما التقيت مع سفرائنا هناك في محاولة لفهم انعكاس الأحداث الجارية حالياً في سورية على الجاليات المغتربة، وكيف تبدو صورة بلدنا حالياً.
السوريون في الجاليات خائفون وقلقون ولا يكاد يصلهم من صورة البلد إلا ما تبثه "القنوات إياها" فليس هناك حضور قوي للإعلام السوري بمختلف أشكاله، وبالتالي ومن غرفة الفندق يوم الجمعة كنت سأشعر بقلق شديد وأنا أشاهد قناة الجزيرة تنقل أحداث الجمعة في سورية، فلا يوجد مصدر غيرها باللغة العربية، ولكن لحسن حظي أنني أعرف الجزيرة جيداً هذه
الأيام، كما أنني قادم للتو من دمشق وحمص وأعرف تماماً مايجري على الأرض و كيف...
قد يكون مقبولاً وجود خلافات واختلافات بين أبناء الوطن سواء في الداخل أو الخارج ولكن من غير المقبول تشويه الحقائق وصورة البلد، والإساءة إلى رموزه السياسية والاقتصادية، والفنية، والاجتماعية، وحتى الدينية، تحت مسمى "حرية الرأي والتعبير".
لقد عانى أبناء الجاليات المحبون لوطنهم الكثير في الفترة الماضية وهم يحاربون وحيدين، ليس بين أيديهم أسلحة سوى القلب الذي ينبض بحب سورية، هناك هم ليسوا مضطرين للمزاولة ولا ينتظرون مكافأة من وطنهم بل هم في ظل المناخ السائد يدفعون ضريبة الانتماء، لكنهم وبحقّ كانوا رجالاً في أيام الشدائد.
طريقة التعبير عن محبة الوطن بدت حضارية ولائقة أمام الجمهور الأوروبي من قبل محبي سورية، و عنيفة ومستهجنة من قبل دعاة "الحرية والديمقراطية"....!!
"دعاة الحرية" الذين يتغنون بحرية الرأي والتعبير والعقيدة، يرفضون أن يسمعوا أية وجهة نظر تخالف رأيهم فبئس الحرية التي لا تعترف بالرأي الآخر.
لقد طرح العقلاء من محبي الوطن مبادرة أرجو لها أن تتوسع لتشمل كلّ الجاليات، فهناك مشروع بيان موجز يدور الآن لتوقيعه من أبناء سورية في بعض البلدان، يتضمن الثوابت الوطنية التي يتغنى بها الجميع، لعلّ أولها رفض التدخل الأجنبي والخارجي الذي يتبّجح به البعض ورفض الطائفية ونبذ العنف والاحتكام إلى القانون والدعوى إلى الحوار وغير ذلك من المسلمات، ومن يريد التدخل الأجنبي والطائفية فيمكنه أن لا يوقع هذا البيان.
إنه موقف محرج لأصحاب الأجندات الخاصة، وطوق نجاة لمن انقاد عن غير قناعة مع الغوغاء.
السوريون يجب أن يكونوا يداً واحدة في بلاد الغربة مهما كانت الظروف، ولا يجوز بأي حال من الأحوال أن يجعلوا بلدهم هدفاً للآخرين أو أن تتصاعد الخلافات فيما بينهم، دون شعور بالمسؤولية.
لقد آلمني أنّ معظم السوريين المغتربين لن يأتوا لقضاء الصيف في الوطن الأمّ لأنهم يشعرون بالخوف، وأعتقد أن الواجب الوطني يملي عليهم أن يأتوا هذا العام أكثر من أي عام مضى ليكونوا مع وطنهم وأهلهم، وليعطوا رسالة للعالم لأن سورية والشعب السوري أكبر من أن تهزه بعض الحوادث والتحريض وهنا أعتقد أنّ على الحكومة السورية أن تدعم مؤسسة الطيران العربية السورية، وحتى أجنحة الشام للطيران لتقدم أسعاراً تشجيعية مخفضة وحتى تذاكر مجانية لاستقدام أبناء الوطن خلال هذا الصيف.
مع احترامي وتقديري للسفراء والسفارة السورية فإنهم لا يقومون بما يكفي لطمأنة الجاليات عن وضع البلد ولتوحيد صفوفهم واحتواء بعض من أساء التقدير أو قرأ الواقعة بصورة غير دقيقة، فسفاراتنا يجب أن تكون صاحبة المبادرة في التواصل ورفع المعنويات وزيادة النشاط الهادف إلى التعريف بحقائق الأمور رسمياً وإعلامياً، وكلها أمور لا تحتاج لتكليف رسمي من وزارة الخارجية فهي من صميم عمل السفارة، ولا خلاف على العناوين الوطنية.
وأعتقد أنّه من الضروري الدعوى إلى مؤتمر عامّ للمغتربين السوريين أو على الأقل لمؤتمرات إقليمية لبحث وضع الجاليات والدور الذي يمكن أن تقوم به وربطه من جديد بوطنهم بصورة إيجابية، بعد أن أثرّت الأحداث على العديد منهم، فصاروا على خصومة بدلاً من أن يكونوا سفراء للبلد...!
بورصات وأسواق - افتتاحية العدد