5- آثار التفكك على التنمية:
يجمع
المهتمون بأمور تنمية المجتمعات على أن للتفكك الأسري أثراً معيقاً في
سبيل تحقيق أهداف التنمية، لأن التنمية تعتمد على وجود أسرة قائمة بوظائفها
بشكل سليم تحقق الغرض من وجودها، وتنتج أفراداً إيجابيين قادرين على تحمل
المسؤولية الملقاة عليهم بالمساهمة في رقي المجتمع وتطوره في كافة
المجالات، ولكن إذا حدث تفكك للأسرة تشتت أفرادها، وانشغل كل منهم بمشكلاته
الشخصية عن مسؤولياته الاجتماعية، وبدلاً من أن يكون رافداً منتجاً في
المجتمع يصبح فرداً محبطاً يحتاج إلى جهود تبذل لمساعدته لتجاوز تلك
المشكلات التي تواجهه، وكان بالإمكان صرف تلك الجهود في نواحي أخرى هي
بحاجة لتلك الجهود. وكما قال أحد الباحثين في موضوع التنمية: تظل إنتاجية
المجتمع المحور الأول والمحصلة النهائية لما يعايشه المجتمع ويعيش فيه من
مظاهر وسمات، وما يربط أفراده من روابط وصلات.
ثالثاً: وسائل للوقاية والعلاج:
لمحاولة طرح حلول لمشكلة التفكك الأسري، قد يكون من المناسب طرح الحلول في جانبين: جانب وقائي وجانب علاجي.
أ - الوقاية:
قيل
قديماً: درهم وقاية خير من قنطار علاج، وقد تبني هذا المثل بشكل واسع في
كثير من البرامج الاجتماعية والصحية والاقتصادية والتربوية المعاصرة . .
وفي مشكلة التفكك الأسري، لا شك أن العناية بما يقي من الوقوع في هذه
المشكلة يجب أن يعطى الأهمية التي يستحقها من قبل الجميع. ولعلنا نعرض
بعضاً من طرق الوقاية فيما يلي:
* تقوية إيمان الفرد:
من أهم
الأمور التي تقي الأفراد من الوقوع في مختلف المشكلات، بناء إيمان قوي في
نفوس الناشئة من الصغر، ونقصد بذلك التربية الإيمانية التي عرفها أحد
الباحثين بأنها: ربط الولد منذ تعقله بأصول الإيمان، وتعويده منذ تفهمه
أركان الإسلام، وتعليمه من حيث تمييزه مبادئ الشريعة الغراء. وقد قال
الشاعر:
وينشأ ناشئ الفتيان منا على ما كان عوده أبوه
ما دان الفتى بحجى ولكن يعوده التدين أقربوه
فإذا
نشأ الفتى على إيمان قوي صحيح صادق، نتج عن ذلك شخصية سوية مستقيمة قادرة
على مواجهة كافة المشكلات بروح المؤمن القوي، المتكل على الله، المتسلح
بسلاح المعرفة الشرعية الصحيحة والمستفيدة من كل ما هو جديد مفيد لا يتعارض
مع تعاليم دينه، فهيهات أن تفت تلك المشكلات عضد هذه الشخصية أو توهن
قواها، بل سرعان ما تنجلي عن طريقه منذ بدايتها وفي مهدها.
وقد قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((الإيمان بضع وسبعون ـ أو بضع وستون ـ
شعبة فأفضلها قول: لا إله إلا الله، وأدناها إماطة الأذى عن الطريق،
والحياء شعبة من الإيمان ))(1). وهذا الحديث اشتمل على الأركان الثلاثة
للسلوك: الركن الداخلي والركن الخارجي والركن الخلقي . . فالركن الداخلي هو
الإيمان والذي أساسه الإيمان الصادق بالله بكل الدلالات التي تحويها كلمة
الشهادة.. ثم الركن الخارجي وهو السلوك، وضرب له مثلاً بإماطة الأذى عن
الطريق الذي يعكس تطبيقاً لعدد كبير من معايير المجتمع، كالمسؤولية
والمشاركة ودفع الأذى وخدمة الآخرين وصيانة المرافق العامة، وغير ذلك مما
يدخل في هذا المفهوم . . وأخيراً الركن الخلقي، وضرب له مثلاً بالحياء، وهو
خلق رفيع يدل على سماحة النفس وتواضعها ولين الجانب واحترام الآخرين،
والحديث يحمل في طياته الكثير من المعاني التي يصعب علينا حصرها.
وقد
أكد الكثير من الباحثين الغربيين أهمية الإيمان في سلوك الأفراد، فقد قال
الطبيب النفسي الأمريكي هنري لنك: إن هؤلاء الآباء الذين كانوا يتساءلون
كيف ينمون عادات أولادهم الخلقية ويشكلونها، في حين ينقصهم هم أنفسهم تلك
التأثيرات الدينية التي كانت قد شكلت أخلاقهم من قبل، كانوا في الحقيقة
يجابهون مشكلة لا حل لها، فلم يوجد بعد ذلك البديل الكامل الذي يحل محل تلك
القوة الهائلة التي يخلقها الإيمان بالخالق وبناموسه الخلقي الإلهي في
قلوب الناس.
كما يجب التنبيه إلى أن تقوية الإيمان لا تقف على صغار
السن، بل يجب أن تمتد لتشمل الأفراد في جميع مراحلهم العمرية، وهذه مسؤولية
كافة مؤسسات المجتمع السياسية والدينية والثقافية والتربوية والإعلامية.
2- بناء الأسرة على أسس صحيحة:
ويقصد
بذلك قيام الأسرة من البداية على تعالم الإسلام، من مرحلة اختيار الزواج
أو الزوجة، امتثالاً لما جاء في الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه أن
رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (( تنكح المرأة لأربع: لمالها ولحسبها
وجمالها ولدينها، فاظفر بذات الدين تربت يداك ))(1). فهذه هي معايير
الاختيار عند الناس، ولكن رسول الله صلى الله عليه وسلم نبه إلى أهمها،
والذي إذا فقد لا قيمة للبقية من بعده وهو الدين، فالزوج سواء كان ذكراً أم
أنثى إذا كان ذا دين قوي قويم أسس النجاح لهذه الأسرة الوليدة، وكان
حريصاً على قيامها بما هو مطلوب منها على أفضل وجه، مبتعداً عن ما يعكر
صفوها أو يحدث خللاً في علاقاتها وتماسكها، كما أن التقارب بين الزوجين في
السن والمستوى التعليمي والاجتماعي والاقتصادي من عوامل الوقاية من
الخلافات الأسرية التي قد تحدث عند التباين بين الزوجين في بعض ما ذكره
أعلاه، ويدخل في هذا فهم وتطبيق الزوجين للحقول والواجبات التي شرعها
الإسلام لكل منهما.
يجمع
المهتمون بأمور تنمية المجتمعات على أن للتفكك الأسري أثراً معيقاً في
سبيل تحقيق أهداف التنمية، لأن التنمية تعتمد على وجود أسرة قائمة بوظائفها
بشكل سليم تحقق الغرض من وجودها، وتنتج أفراداً إيجابيين قادرين على تحمل
المسؤولية الملقاة عليهم بالمساهمة في رقي المجتمع وتطوره في كافة
المجالات، ولكن إذا حدث تفكك للأسرة تشتت أفرادها، وانشغل كل منهم بمشكلاته
الشخصية عن مسؤولياته الاجتماعية، وبدلاً من أن يكون رافداً منتجاً في
المجتمع يصبح فرداً محبطاً يحتاج إلى جهود تبذل لمساعدته لتجاوز تلك
المشكلات التي تواجهه، وكان بالإمكان صرف تلك الجهود في نواحي أخرى هي
بحاجة لتلك الجهود. وكما قال أحد الباحثين في موضوع التنمية: تظل إنتاجية
المجتمع المحور الأول والمحصلة النهائية لما يعايشه المجتمع ويعيش فيه من
مظاهر وسمات، وما يربط أفراده من روابط وصلات.
ثالثاً: وسائل للوقاية والعلاج:
لمحاولة طرح حلول لمشكلة التفكك الأسري، قد يكون من المناسب طرح الحلول في جانبين: جانب وقائي وجانب علاجي.
أ - الوقاية:
قيل
قديماً: درهم وقاية خير من قنطار علاج، وقد تبني هذا المثل بشكل واسع في
كثير من البرامج الاجتماعية والصحية والاقتصادية والتربوية المعاصرة . .
وفي مشكلة التفكك الأسري، لا شك أن العناية بما يقي من الوقوع في هذه
المشكلة يجب أن يعطى الأهمية التي يستحقها من قبل الجميع. ولعلنا نعرض
بعضاً من طرق الوقاية فيما يلي:
* تقوية إيمان الفرد:
من أهم
الأمور التي تقي الأفراد من الوقوع في مختلف المشكلات، بناء إيمان قوي في
نفوس الناشئة من الصغر، ونقصد بذلك التربية الإيمانية التي عرفها أحد
الباحثين بأنها: ربط الولد منذ تعقله بأصول الإيمان، وتعويده منذ تفهمه
أركان الإسلام، وتعليمه من حيث تمييزه مبادئ الشريعة الغراء. وقد قال
الشاعر:
وينشأ ناشئ الفتيان منا على ما كان عوده أبوه
ما دان الفتى بحجى ولكن يعوده التدين أقربوه
فإذا
نشأ الفتى على إيمان قوي صحيح صادق، نتج عن ذلك شخصية سوية مستقيمة قادرة
على مواجهة كافة المشكلات بروح المؤمن القوي، المتكل على الله، المتسلح
بسلاح المعرفة الشرعية الصحيحة والمستفيدة من كل ما هو جديد مفيد لا يتعارض
مع تعاليم دينه، فهيهات أن تفت تلك المشكلات عضد هذه الشخصية أو توهن
قواها، بل سرعان ما تنجلي عن طريقه منذ بدايتها وفي مهدها.
وقد قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((الإيمان بضع وسبعون ـ أو بضع وستون ـ
شعبة فأفضلها قول: لا إله إلا الله، وأدناها إماطة الأذى عن الطريق،
والحياء شعبة من الإيمان ))(1). وهذا الحديث اشتمل على الأركان الثلاثة
للسلوك: الركن الداخلي والركن الخارجي والركن الخلقي . . فالركن الداخلي هو
الإيمان والذي أساسه الإيمان الصادق بالله بكل الدلالات التي تحويها كلمة
الشهادة.. ثم الركن الخارجي وهو السلوك، وضرب له مثلاً بإماطة الأذى عن
الطريق الذي يعكس تطبيقاً لعدد كبير من معايير المجتمع، كالمسؤولية
والمشاركة ودفع الأذى وخدمة الآخرين وصيانة المرافق العامة، وغير ذلك مما
يدخل في هذا المفهوم . . وأخيراً الركن الخلقي، وضرب له مثلاً بالحياء، وهو
خلق رفيع يدل على سماحة النفس وتواضعها ولين الجانب واحترام الآخرين،
والحديث يحمل في طياته الكثير من المعاني التي يصعب علينا حصرها.
وقد
أكد الكثير من الباحثين الغربيين أهمية الإيمان في سلوك الأفراد، فقد قال
الطبيب النفسي الأمريكي هنري لنك: إن هؤلاء الآباء الذين كانوا يتساءلون
كيف ينمون عادات أولادهم الخلقية ويشكلونها، في حين ينقصهم هم أنفسهم تلك
التأثيرات الدينية التي كانت قد شكلت أخلاقهم من قبل، كانوا في الحقيقة
يجابهون مشكلة لا حل لها، فلم يوجد بعد ذلك البديل الكامل الذي يحل محل تلك
القوة الهائلة التي يخلقها الإيمان بالخالق وبناموسه الخلقي الإلهي في
قلوب الناس.
كما يجب التنبيه إلى أن تقوية الإيمان لا تقف على صغار
السن، بل يجب أن تمتد لتشمل الأفراد في جميع مراحلهم العمرية، وهذه مسؤولية
كافة مؤسسات المجتمع السياسية والدينية والثقافية والتربوية والإعلامية.
2- بناء الأسرة على أسس صحيحة:
ويقصد
بذلك قيام الأسرة من البداية على تعالم الإسلام، من مرحلة اختيار الزواج
أو الزوجة، امتثالاً لما جاء في الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه أن
رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (( تنكح المرأة لأربع: لمالها ولحسبها
وجمالها ولدينها، فاظفر بذات الدين تربت يداك ))(1). فهذه هي معايير
الاختيار عند الناس، ولكن رسول الله صلى الله عليه وسلم نبه إلى أهمها،
والذي إذا فقد لا قيمة للبقية من بعده وهو الدين، فالزوج سواء كان ذكراً أم
أنثى إذا كان ذا دين قوي قويم أسس النجاح لهذه الأسرة الوليدة، وكان
حريصاً على قيامها بما هو مطلوب منها على أفضل وجه، مبتعداً عن ما يعكر
صفوها أو يحدث خللاً في علاقاتها وتماسكها، كما أن التقارب بين الزوجين في
السن والمستوى التعليمي والاجتماعي والاقتصادي من عوامل الوقاية من
الخلافات الأسرية التي قد تحدث عند التباين بين الزوجين في بعض ما ذكره
أعلاه، ويدخل في هذا فهم وتطبيق الزوجين للحقول والواجبات التي شرعها
الإسلام لكل منهما.