أولاً: من أهم أسباب التفكك الأسري:
من
الصعوبة بمكان حصر الأسباب المؤدية لمشكلة التفكك الأسري، أولاً: لكثرتها
وثانياً: لتداخل أكثر من سبب في نشأتها في كثير من الأحيان. ولكن لا بأس من
ذكر أهم الأسباب، من وجهة نظر الباحث:
1- الأب الحاضر الغائب:
وهذا
السبب يتمثل في رب الأسرة الذي يقضى معظم وقته خارج المنزل . . وله صور
متعددة من أهمها: رجل الأعمال الغارق في عمله، بحيث يصرف معظم الوقت في
متابعة تجارته ليلاً ونهاراً، في لقاءات واجتماعات وسفريات وحفلات عامة
وخاصة، وبهذا لا يجد وقتاً لأسرته، فتبدأ الزوجة بالتذمر والاستياء من هذا
الغياب، وتشعر بأن الزوج الذي كانت تحلم بمشاركته لها أحداث الحياة اليومية
يتبخر يوماً بعد يوم، خصوصاً إذا كانت الزوجة ليس لديها عمل خارج المنزل،
وقد توفر لها خدم يقومون بكل مهام ربة البيت من تنظيف وطبخ ورعاية لكل
صغيرة وكبيرة داخل المنزل وما في محيطه من حديقة وغيرها.
ولذا سرعان
ما تبدأ المشكلات في الظهور في هذا المنزل، فتبدأ بنقل معاناتها لأهلها
وصديقاتها، وهؤلاء في الغالب يوفرون موقفاً داعماً للزوجة، ويؤكدون على
حقوقها التي يجب ألا تتنازل عنها حفاظاً على شخصيتها ومكانتها في الأسرة،
فينشب الخلاف والنزاع الذي يحل محل المودة والرحمة التي ربطت الزوج بزوجته
في مفهوم الإسلام، وينتقل الأثر السيِّئ إلى الأولاد الذين يدفعهم هذا
الخلاف إلى ترك المنزل ومشكلاته، ويندفعون إلى الشارع وما فيه من مخاطر
وشرور، فيقعون صيداً سهلاً لأهل السوء الذين يأخذونهم إلى طريق الانحراف
بشتى طرقه ومسالكه.
والصورة الأخرى هي للزوج الذي ينشغل عن أسرته
بأصدقائه وجلساته معهم، فهو ما أن يعود من عمله حتى يتناول وجبة الغداء ثم
يرتاح قليلاً، ويمضي المساء كاملاً مع الأصدقاء، ويحرم الزوجة والأولاد من
الجلوس معه أو الخروج معه خارج المنزل، ويوكل هذه المهمة إلى السائق ـ إن
كان عنده سائق ـ أو يدفع الزوجة لاستخدام سيارة الأجرة لقضاء احتياجات
المنزل والأسرة، ويكون نتاج هذا السلوك حدوث الشقاق والخلافات بينهما، مما
قد يؤدي إلى الطلاق وتفكك الأسرة وانفراط عقدها. وبهذا يحرم الأولاد من
القدوة الصالحة في شخصية الأب الذي كان من الواجب أن يقدمها لأولاده من
خلال سلوكه الإيجابي وقيامه بأدواره على أحسن حال، ومن هنا يبحث الأولاد عن
القدوة لهم دون تمحيص، فيكون القدوة أحياناً ممن ليسوا أهلاً للقدوة،
كالممثلين والممثلات والفنانين والفنانات واللاعبين واللاعبات في غالبهم.
وهذه
السلوكيات نتاج طبيعي لبعد المسلمين عن تطبيق تعاليم الإسلام بشكل صحيح،
ولقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ينشئ الفهم الصحيح لحقوق العلاقة
الزوجية ومراعاة حق الزوجة، حيث قال صلى الله عليه وسلم: ((خيركم خيركم
لأهله، وأنا خيركم لأهلي ))(1) وفي الصحيحين أنه صلى الله عليه وسلم قال:
((أكمل المؤمنين إيماناً أحسنهم خلقاً وألطفهم بأهله ))(2). وهكذا كان
تطبيق الصحابة لهذا الفهم.
ومن النماذج المشهورة المؤكدة على ذلك
قصة سلمان الفارسي رضي الله عنه مع صاحبه أبي الدرداء رضي الله عنه حيث جاء
إلى بيته فوجد زوجته أم الدرداء بثياب غير حسنة، فسألها عن السبب فقالت:
إن أبا الدرداء ليس له حاجة إلينا ـ أي أنه يقضي الليل في العبادة فلا يجد
وقتاً لزوجته ـ فلما جاء أبو الدرداء ووجد سلمان فرح به، فلما تناولا
العشاء وتسامرا ثم ذهب كل واحد لفراشه، نهض أبو الدرداء يريد أن يصلي فأمره
سلمان أن يأوي إلى أهله فيرتاح عندهم، فلما مضى نصف الليل أيقظ سلمان أبا
الدرداء فصليا ما شاء الله لهما، ثم ارتاحا حتى الصباح. وقال سلمان لأبي
الدرداء: إن لربك عليك حقاً، ولنفسك عليك حقاً، ولأهلك عليك حقاً فأعط كل
ذي حقه حقه، قال: صدقت (1).
2- الأم الحاضرة الغائبة:
وما
سبق عن ذكر الزوج يمكن أن نجد ما يقابله عند الزوجة المنصرفة عن مسؤولياتها
الأسرية بشواغل مختلفة، نأخذ منها الأم المنشغلة بعملها عن أسرتها، فلا
يجد الزوج من زوجته العناية بشؤونه واحتياجاته، فهو إن عاد من عمله لا يجد
من يستقبله سوى الخادمة التي أعدت الطعام وهيأت المكان، بينما الزوجة تعود
في نفس ميعاده، أو بعد وقت عودته، مُجْهدة متعبة تبحث عن الراحة، ولا وقت
عندها للسؤال عن الزوج أو الأولاد وما يحتاجونه، فتنشأ الخلافات ويبدأ
التصدع داخل هذه الأسرة.
كما أن هناك صورة أخرى للأم المنشغلة عن
مسؤولياتها الأسرية بكثرة لقاءات الصديقات، والخروج المستمر إلى الأسواق
لحاجة ولغير حاجة، مما يحرم الزوج والأولاد من متابعة هذه الأم وعدم قيامها
بواجباتها الزوجية بالشكل المطلوب منها، والنتيجة مشابهة لما ذكر سابقاً،
حيث تتكاثر الخلافات وتسوء العلاقات وينتج التفكك الأسري.
3- صراع الأدوار:
ويقصد
بصراع الأدوار التنافس بين الزوج والزوجة لأخذ كل منهما مكان الآخر، وإن
كان من الزوجة أظهر وأوضح خصوصاً لدى كثير من الملتحقات بأعمال خارج
المنزل، حيث تسعى إلى أن تكون هي ربان سفينة الأسرة، وهذا خلاف الفطرة التي
قررها الله سبحانه وتعالى في القرآن الكريم: (الرجال قوامون على النسآء
بما فضل الله بعضهم على بعض وبما أنفقوا من أمولهم ) (النساء:34). ويترتب
على هذا حصول النزاعات المتكررة على كل صغيرة وكبيرة في أمور الحياة
الزوجية، مما يمهد الطريق لحصول التفكك الأسري في هذه الأسرة.
وتؤكد الدراسات النفسية الأثر السلبي لصراع الأدوار على استقرار الأسرة وقيامها بواجباتها نحو أفرادها بشكل صحيح وسليم.
4- ثورة الاتصالات الحديثة:
تعتبر
وسائل الاتصال الحديثة سبباً من أسباب التفكك الأسري في المجتمعات
المعاصرة، على الرغم مما يمكن أن يكون لها من إيجابيات، أهمها: تسهيل كثير
من أمور الحياة وقضاء بعض أوقات الفراغ، إلا أن سلبياتها كثيرة كذلك، حيث
أفرط الأفراد في التعامل معها، فبدلاً من أن يُقضى معها جزء من وقت الفراغ،
أخذت كثيراً من أوقات الأفراد، مما أخل بواجباتهم الأخرى نحو أسرهم
فالتلفاز يأخذ من كثير من الأفراد كل الفترة المسائية بل ويمتد مع بعضهم
إلى الصباح، مما يعيق قيامهم بمسؤولياتهم الأسرية . . يضاف إلى ذلك المحتوى
الهزيل بل والضار الذي يقم في البرامج خصوصاً الفضائية منها، حيث أصبحت
مرتعاً لكل من هب ودب دون رقيب أو رادع أو خلق أو نظام، فأصبحت الإثارة هي
الهدف والغاية لجلب أكبر عدد ممكن من المشاهدين . . والضحية هي الأسرة التي
تنشب بينها الخلافات نتيجة التعلق بما يعرض، أو عدم القيام بالواجبات
المطلوب من الفرد القيام بها.
والإنترنت أو شبكة المعلومات العالمية
أحدث وسائل الاتصال التي دخلت على الأسرة في الفترة الأخيرة، وهي وإن كان
لها إيجابيات عديدة، إلا أن سلبياتها طغت على إيجابياتها من خلال عدم حسن
تعامل أفراد الأسرة مع هذه الخدمة، خصوصاً كثير من الأزواج والأبناء، حيث
ظهر ما عرف بإدمان الإنترنت، حيث يقضي الكثير منهم جل وقته بعد العمل أو
المدرسة أمام جهاز الحاسب مبحراً في عوالم هذه الشبكة. وفي السنوات الخمس
الأخيرة قام عدد من الباحثين الأمريكيين kraut,1998; Brenner,1997; Young
1996,1999) [Eggar,1999]
بدراسات على مستخدمي الإنترنت كان من أبرز
نتائجها تناقص التواصل الأسري بين أفراد الأسرة، تضاؤل شعور الفرد
بالمساندة الاجتماعية من جانب المقربين له، وتناقص المؤشرات الدالة على
التوافق النفسي والصحة النفسية؛ وهذا نتائج يتوقع أن ينتج عنها خلافات
وتفكك داخل الأسر التي تعاني من إسراف بعض أفرادها في استخدام شبكة
الإنترنت.
من
الصعوبة بمكان حصر الأسباب المؤدية لمشكلة التفكك الأسري، أولاً: لكثرتها
وثانياً: لتداخل أكثر من سبب في نشأتها في كثير من الأحيان. ولكن لا بأس من
ذكر أهم الأسباب، من وجهة نظر الباحث:
1- الأب الحاضر الغائب:
وهذا
السبب يتمثل في رب الأسرة الذي يقضى معظم وقته خارج المنزل . . وله صور
متعددة من أهمها: رجل الأعمال الغارق في عمله، بحيث يصرف معظم الوقت في
متابعة تجارته ليلاً ونهاراً، في لقاءات واجتماعات وسفريات وحفلات عامة
وخاصة، وبهذا لا يجد وقتاً لأسرته، فتبدأ الزوجة بالتذمر والاستياء من هذا
الغياب، وتشعر بأن الزوج الذي كانت تحلم بمشاركته لها أحداث الحياة اليومية
يتبخر يوماً بعد يوم، خصوصاً إذا كانت الزوجة ليس لديها عمل خارج المنزل،
وقد توفر لها خدم يقومون بكل مهام ربة البيت من تنظيف وطبخ ورعاية لكل
صغيرة وكبيرة داخل المنزل وما في محيطه من حديقة وغيرها.
ولذا سرعان
ما تبدأ المشكلات في الظهور في هذا المنزل، فتبدأ بنقل معاناتها لأهلها
وصديقاتها، وهؤلاء في الغالب يوفرون موقفاً داعماً للزوجة، ويؤكدون على
حقوقها التي يجب ألا تتنازل عنها حفاظاً على شخصيتها ومكانتها في الأسرة،
فينشب الخلاف والنزاع الذي يحل محل المودة والرحمة التي ربطت الزوج بزوجته
في مفهوم الإسلام، وينتقل الأثر السيِّئ إلى الأولاد الذين يدفعهم هذا
الخلاف إلى ترك المنزل ومشكلاته، ويندفعون إلى الشارع وما فيه من مخاطر
وشرور، فيقعون صيداً سهلاً لأهل السوء الذين يأخذونهم إلى طريق الانحراف
بشتى طرقه ومسالكه.
والصورة الأخرى هي للزوج الذي ينشغل عن أسرته
بأصدقائه وجلساته معهم، فهو ما أن يعود من عمله حتى يتناول وجبة الغداء ثم
يرتاح قليلاً، ويمضي المساء كاملاً مع الأصدقاء، ويحرم الزوجة والأولاد من
الجلوس معه أو الخروج معه خارج المنزل، ويوكل هذه المهمة إلى السائق ـ إن
كان عنده سائق ـ أو يدفع الزوجة لاستخدام سيارة الأجرة لقضاء احتياجات
المنزل والأسرة، ويكون نتاج هذا السلوك حدوث الشقاق والخلافات بينهما، مما
قد يؤدي إلى الطلاق وتفكك الأسرة وانفراط عقدها. وبهذا يحرم الأولاد من
القدوة الصالحة في شخصية الأب الذي كان من الواجب أن يقدمها لأولاده من
خلال سلوكه الإيجابي وقيامه بأدواره على أحسن حال، ومن هنا يبحث الأولاد عن
القدوة لهم دون تمحيص، فيكون القدوة أحياناً ممن ليسوا أهلاً للقدوة،
كالممثلين والممثلات والفنانين والفنانات واللاعبين واللاعبات في غالبهم.
وهذه
السلوكيات نتاج طبيعي لبعد المسلمين عن تطبيق تعاليم الإسلام بشكل صحيح،
ولقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ينشئ الفهم الصحيح لحقوق العلاقة
الزوجية ومراعاة حق الزوجة، حيث قال صلى الله عليه وسلم: ((خيركم خيركم
لأهله، وأنا خيركم لأهلي ))(1) وفي الصحيحين أنه صلى الله عليه وسلم قال:
((أكمل المؤمنين إيماناً أحسنهم خلقاً وألطفهم بأهله ))(2). وهكذا كان
تطبيق الصحابة لهذا الفهم.
ومن النماذج المشهورة المؤكدة على ذلك
قصة سلمان الفارسي رضي الله عنه مع صاحبه أبي الدرداء رضي الله عنه حيث جاء
إلى بيته فوجد زوجته أم الدرداء بثياب غير حسنة، فسألها عن السبب فقالت:
إن أبا الدرداء ليس له حاجة إلينا ـ أي أنه يقضي الليل في العبادة فلا يجد
وقتاً لزوجته ـ فلما جاء أبو الدرداء ووجد سلمان فرح به، فلما تناولا
العشاء وتسامرا ثم ذهب كل واحد لفراشه، نهض أبو الدرداء يريد أن يصلي فأمره
سلمان أن يأوي إلى أهله فيرتاح عندهم، فلما مضى نصف الليل أيقظ سلمان أبا
الدرداء فصليا ما شاء الله لهما، ثم ارتاحا حتى الصباح. وقال سلمان لأبي
الدرداء: إن لربك عليك حقاً، ولنفسك عليك حقاً، ولأهلك عليك حقاً فأعط كل
ذي حقه حقه، قال: صدقت (1).
2- الأم الحاضرة الغائبة:
وما
سبق عن ذكر الزوج يمكن أن نجد ما يقابله عند الزوجة المنصرفة عن مسؤولياتها
الأسرية بشواغل مختلفة، نأخذ منها الأم المنشغلة بعملها عن أسرتها، فلا
يجد الزوج من زوجته العناية بشؤونه واحتياجاته، فهو إن عاد من عمله لا يجد
من يستقبله سوى الخادمة التي أعدت الطعام وهيأت المكان، بينما الزوجة تعود
في نفس ميعاده، أو بعد وقت عودته، مُجْهدة متعبة تبحث عن الراحة، ولا وقت
عندها للسؤال عن الزوج أو الأولاد وما يحتاجونه، فتنشأ الخلافات ويبدأ
التصدع داخل هذه الأسرة.
كما أن هناك صورة أخرى للأم المنشغلة عن
مسؤولياتها الأسرية بكثرة لقاءات الصديقات، والخروج المستمر إلى الأسواق
لحاجة ولغير حاجة، مما يحرم الزوج والأولاد من متابعة هذه الأم وعدم قيامها
بواجباتها الزوجية بالشكل المطلوب منها، والنتيجة مشابهة لما ذكر سابقاً،
حيث تتكاثر الخلافات وتسوء العلاقات وينتج التفكك الأسري.
3- صراع الأدوار:
ويقصد
بصراع الأدوار التنافس بين الزوج والزوجة لأخذ كل منهما مكان الآخر، وإن
كان من الزوجة أظهر وأوضح خصوصاً لدى كثير من الملتحقات بأعمال خارج
المنزل، حيث تسعى إلى أن تكون هي ربان سفينة الأسرة، وهذا خلاف الفطرة التي
قررها الله سبحانه وتعالى في القرآن الكريم: (الرجال قوامون على النسآء
بما فضل الله بعضهم على بعض وبما أنفقوا من أمولهم ) (النساء:34). ويترتب
على هذا حصول النزاعات المتكررة على كل صغيرة وكبيرة في أمور الحياة
الزوجية، مما يمهد الطريق لحصول التفكك الأسري في هذه الأسرة.
وتؤكد الدراسات النفسية الأثر السلبي لصراع الأدوار على استقرار الأسرة وقيامها بواجباتها نحو أفرادها بشكل صحيح وسليم.
4- ثورة الاتصالات الحديثة:
تعتبر
وسائل الاتصال الحديثة سبباً من أسباب التفكك الأسري في المجتمعات
المعاصرة، على الرغم مما يمكن أن يكون لها من إيجابيات، أهمها: تسهيل كثير
من أمور الحياة وقضاء بعض أوقات الفراغ، إلا أن سلبياتها كثيرة كذلك، حيث
أفرط الأفراد في التعامل معها، فبدلاً من أن يُقضى معها جزء من وقت الفراغ،
أخذت كثيراً من أوقات الأفراد، مما أخل بواجباتهم الأخرى نحو أسرهم
فالتلفاز يأخذ من كثير من الأفراد كل الفترة المسائية بل ويمتد مع بعضهم
إلى الصباح، مما يعيق قيامهم بمسؤولياتهم الأسرية . . يضاف إلى ذلك المحتوى
الهزيل بل والضار الذي يقم في البرامج خصوصاً الفضائية منها، حيث أصبحت
مرتعاً لكل من هب ودب دون رقيب أو رادع أو خلق أو نظام، فأصبحت الإثارة هي
الهدف والغاية لجلب أكبر عدد ممكن من المشاهدين . . والضحية هي الأسرة التي
تنشب بينها الخلافات نتيجة التعلق بما يعرض، أو عدم القيام بالواجبات
المطلوب من الفرد القيام بها.
والإنترنت أو شبكة المعلومات العالمية
أحدث وسائل الاتصال التي دخلت على الأسرة في الفترة الأخيرة، وهي وإن كان
لها إيجابيات عديدة، إلا أن سلبياتها طغت على إيجابياتها من خلال عدم حسن
تعامل أفراد الأسرة مع هذه الخدمة، خصوصاً كثير من الأزواج والأبناء، حيث
ظهر ما عرف بإدمان الإنترنت، حيث يقضي الكثير منهم جل وقته بعد العمل أو
المدرسة أمام جهاز الحاسب مبحراً في عوالم هذه الشبكة. وفي السنوات الخمس
الأخيرة قام عدد من الباحثين الأمريكيين kraut,1998; Brenner,1997; Young
1996,1999) [Eggar,1999]
بدراسات على مستخدمي الإنترنت كان من أبرز
نتائجها تناقص التواصل الأسري بين أفراد الأسرة، تضاؤل شعور الفرد
بالمساندة الاجتماعية من جانب المقربين له، وتناقص المؤشرات الدالة على
التوافق النفسي والصحة النفسية؛ وهذا نتائج يتوقع أن ينتج عنها خلافات
وتفكك داخل الأسر التي تعاني من إسراف بعض أفرادها في استخدام شبكة
الإنترنت.