المسير إلى دير مار موسى
داليا أبو حسن
الأحد 02 آذار 2008
مجموعة من الشباب والشابات قصدوا ذاك الدير الذي يقع بالقرب من مدينة النبك السورية والذي يعود تاريخه للقرن السادس الميلادي
حيث أصبح مركزا للحوار بين الأديان ومكانا يؤمه السوريون والأجانب للاستجمام.
ساروا
إلى هناك، رحلتهم ليست الأولى فقد اعتادوا أن يقصدوا مكانا مختلفا في كل
مرة، ينظمون رحلاتهم بشكل دوري كل خمسة عشر يوم وذلك منذ حوالي أربع سنوات،
يهدفون من خلال رحلاتهم التعرف على أماكن جديدة، وتحقيق نوع من التواصل
الاجتماعي الذي تحرمنا زحمة الحياة والعمل منه، و يستنشقون بعض الهواء
النظيف البعيد عن دخان السيارات والتلوث.
كنت معهم مع أعضاء المسير
المؤلف من شبان وشابات يطلقون على أنفسهم أسم أصدقاء الطبيعة بعضهم يدرس
وبعضهم يعمل جاؤوا من أماكن مختلفة يجمعهم حب المغامرة والاكتشاف وروح
المرح و يرحبون بأي عضوا جديد يرغب بالانضمام إليهم، لهم قوانين وتعاليم
يتكلف القائد بتنظيمها بالإتفاق مع جميع الأعضاء
الرحلة التي شاركتهم بها انطلقت مع الصباح حيث
الهواء
العليل وشمس الربيع الدافئة وبدأت الأصوات تصدح بالغناء دون كلل أو ملل
وعندما وصلنا إلى النقطة التي سوف نبدأ مسيرنا منها حمل الجميع حقائبهم
وانطلقوا يتسامرون ويتحدثون.
سرنا في الصحراء مفعمين بذاك الشعور
الأخاذ من الحرية والانطلاق والحيوية، كان يتخلل المسير استراحات قصيرة
لالتقاط الأنفاس، أخذنا الكثير من الصور للصخور الأخاذة والمناظر الجميلة
للجبال، وعندما اقتربنا من الدير أصدر القائد تعليماته بعدم الغناء أو
التدخين داخل الدير فهو مكان مقدس يجب احترامه.
عندما دخلنا الدير
كان هناك جو من الألفة والروحانية يسود المكان، كل شيء بسيط ولكنه نظيف
ومرتب وأنيق، أكثر ما يلفت الانتباه هو الحياة البسيطة التي يعيشها سكان
الدير فهم بعيدون عن ضجيج الحضارة والزحام والتلوث بعيدون عن كل ما قد يعكر
عليهم صفو الهدوء والتأمل، ثم لا يمكنك تجاهل منظر
المساكن المبنية بين الصخور من حجارة بسيطة ولكنها تشكل لوحة فنية رائعة.
جميع
الزوار يُسْتَقْبلون بالترحاب، ويمكنهم الاستراحة من عناء صعود الجبل في
خَيْمة بدوية، حيث يشربون كوبا من الماء أو يتناولون وجبة بسيطة مع
الرهبان، إن كرم الضيافة يُعتبر من أهم الأشياء في الدير، وهذا يرجع إلى
التقاليد القديمة للرهبان في الشرق الأوسط..
وعن الدير أخبرنا قائد
المجموعة أنه يحمِلُ اسم مار موسى الحبشي. حيث يحكى أن أثيوبيا كان يعيش
هناك منعزلاً في مغارة في القرن السادس الميلادي، ولم يكن كسائر
الإثيوبيين، بل كان هو القدّيس موسى الحبشي، ابن أحد الملوك، وهذا الابن
كان قد رفض أن يلبسَ تاجَ المُلْك والتمس، عِوَضاً عن ذلك، الطريقَ إلى
مملكة الرب، ثم مات شهيداً.
في نهاية الرحلة أخبرني قائد المجموعة بأن الرحلة القادمة سوف تكون إلى تدمر
عروس
الصحراء فتمنيت لهم التوفيق والاستمرار حيث كانت تنتابني رغبة صادقة
للذهاب معهم في جميع رحلاتهم لكن عملي ينتظرني ولن أستطيع التغيب في هذه
الفترة .
غابت الشمس وانتهت الرحلة انطلقنا في طريق العودة محملين بمشاعر جميلة من الفرح والتفاؤل، في داخلنا صور مشرقة ونقية.
داليا أبو حسن
الأحد 02 آذار 2008
مجموعة من الشباب والشابات قصدوا ذاك الدير الذي يقع بالقرب من مدينة النبك السورية والذي يعود تاريخه للقرن السادس الميلادي
|
حيث أصبح مركزا للحوار بين الأديان ومكانا يؤمه السوريون والأجانب للاستجمام.
ساروا
إلى هناك، رحلتهم ليست الأولى فقد اعتادوا أن يقصدوا مكانا مختلفا في كل
مرة، ينظمون رحلاتهم بشكل دوري كل خمسة عشر يوم وذلك منذ حوالي أربع سنوات،
يهدفون من خلال رحلاتهم التعرف على أماكن جديدة، وتحقيق نوع من التواصل
الاجتماعي الذي تحرمنا زحمة الحياة والعمل منه، و يستنشقون بعض الهواء
النظيف البعيد عن دخان السيارات والتلوث.
كنت معهم مع أعضاء المسير
المؤلف من شبان وشابات يطلقون على أنفسهم أسم أصدقاء الطبيعة بعضهم يدرس
وبعضهم يعمل جاؤوا من أماكن مختلفة يجمعهم حب المغامرة والاكتشاف وروح
المرح و يرحبون بأي عضوا جديد يرغب بالانضمام إليهم، لهم قوانين وتعاليم
يتكلف القائد بتنظيمها بالإتفاق مع جميع الأعضاء
الرحلة التي شاركتهم بها انطلقت مع الصباح حيث
العليل وشمس الربيع الدافئة وبدأت الأصوات تصدح بالغناء دون كلل أو ملل
وعندما وصلنا إلى النقطة التي سوف نبدأ مسيرنا منها حمل الجميع حقائبهم
وانطلقوا يتسامرون ويتحدثون.
سرنا في الصحراء مفعمين بذاك الشعور
الأخاذ من الحرية والانطلاق والحيوية، كان يتخلل المسير استراحات قصيرة
لالتقاط الأنفاس، أخذنا الكثير من الصور للصخور الأخاذة والمناظر الجميلة
للجبال، وعندما اقتربنا من الدير أصدر القائد تعليماته بعدم الغناء أو
التدخين داخل الدير فهو مكان مقدس يجب احترامه.
عندما دخلنا الدير
كان هناك جو من الألفة والروحانية يسود المكان، كل شيء بسيط ولكنه نظيف
ومرتب وأنيق، أكثر ما يلفت الانتباه هو الحياة البسيطة التي يعيشها سكان
الدير فهم بعيدون عن ضجيج الحضارة والزحام والتلوث بعيدون عن كل ما قد يعكر
عليهم صفو الهدوء والتأمل، ثم لا يمكنك تجاهل منظر
جميع
الزوار يُسْتَقْبلون بالترحاب، ويمكنهم الاستراحة من عناء صعود الجبل في
خَيْمة بدوية، حيث يشربون كوبا من الماء أو يتناولون وجبة بسيطة مع
الرهبان، إن كرم الضيافة يُعتبر من أهم الأشياء في الدير، وهذا يرجع إلى
التقاليد القديمة للرهبان في الشرق الأوسط..
وعن الدير أخبرنا قائد
المجموعة أنه يحمِلُ اسم مار موسى الحبشي. حيث يحكى أن أثيوبيا كان يعيش
هناك منعزلاً في مغارة في القرن السادس الميلادي، ولم يكن كسائر
الإثيوبيين، بل كان هو القدّيس موسى الحبشي، ابن أحد الملوك، وهذا الابن
كان قد رفض أن يلبسَ تاجَ المُلْك والتمس، عِوَضاً عن ذلك، الطريقَ إلى
مملكة الرب، ثم مات شهيداً.
في نهاية الرحلة أخبرني قائد المجموعة بأن الرحلة القادمة سوف تكون إلى تدمر
الصحراء فتمنيت لهم التوفيق والاستمرار حيث كانت تنتابني رغبة صادقة
للذهاب معهم في جميع رحلاتهم لكن عملي ينتظرني ولن أستطيع التغيب في هذه
الفترة .
غابت الشمس وانتهت الرحلة انطلقنا في طريق العودة محملين بمشاعر جميلة من الفرح والتفاؤل، في داخلنا صور مشرقة ونقية.