قالتْ وما قالَتْ
doPoem(0)
يَوم الثلاثاء في 28/ آذار.. العام..2006..
رشيد الْجشي
doPoem(0)
قالتْ وما قالَتْ.. بِلَحْـظٍ أومَـأَتْفَاخْضَرَّ وِجْداني وعَيْني أشْرَقَـتْ |
وارتَدَّتْ الأيامُ تَمحو مـا مَضَـىمن غابِرٍ وَلَّى بِروحٍ.. ما انْطَفَـتْ |
وارْتَدَّ في نَفسي حَنيْـنٌ للْهَـوىواخْتالتْ الأهواءُ في نَفْسٍ غَفَـتْ |
كالفَجْرِ قد طَلّتْ على بابِـي ومـاعَيْني رأتْ مِثْلاً لَها.. مُذْ أبْصَرَتْ |
قامتْ تُنادي عازِفًا نَحْـوَ الهَـوىمن بِضْعِ دَهْرٍ.. خَيْلُهُ ما هَرْوَلَـتْ |
قَد صَكَّ أبوابَ الًصَبابَةِ وانْـزَوىيَرنو إلَى أَفْلاكِ عِشقٍ.. أبْحَـرَتْ |
فِشِراعُهُ ما عاد يَحتَمِـلُ الْجَـوىوسَفينُهُ في بَحْرِ وَجْدٍ.. أُغْرِقَـتْ |
قَد وَدَّعَ الْحُّسانَ سِرًا فـي دُجـىيبدو بَهيمًا عينُهُ مـا عَسْعَسَـتْ |
واختارَ نأيًا قد خَـلا فـي نَفسِـهِحينَ الَتَقى أنَّ المَُنى قـد أجْدَبَـتْ |
******************** |
راقَبْتُها عن بُعدِ لَمـا قَـد دَعَـتْألفَيْتُها من بَعْضِ وَقـتٍ بَرْعَمَـتْ |
أَلسحرُ يَحبو خَلْفَهـا لـو أقْبَلَـتْيَرجو ظَميئًا ماءَ سُحْبٍ مـا رَوتْ |
والْعِطْرُ يَبْقى بَعدها.. لو اَدْبَـرتْقد ضَاعَ في أنحاءِ دَربٍ قد مَشَتْ |
والبَدْرُ في الليلاتِ يُخْفي وَجَهَـهُخَجِلاً إذا هذي المليحـةُ أشْرَقَـتْ |
قد أَحْدَقَ النُظارُ فيها فـي الْمَـلالَما التَقوا أثْمارَها.. قـد أيْنَعَـتْ |
نيسانُ أذْبلَ جَفْنَهـا.. إذ جاءَهـاقُبلَ الأوانِ بِغَيْمةٍ.. قـد أمْطَـرَتْ |
فَإذا هي قبـلَ الرَعيـلِ بِلِحظِهـاتَرمي نِبالاً ضَرَّجَتْ َلولا انْجَلَـتْ |
فالجيدُ يا ويْحي تَمـادى شامِخًـابين النُجـومِ مُلَعْلِعًـا إِذ لَعْلَعَـتْ |
والْخصرُ فكَّ عُقالَهُ لـولا مَشَـتْقد مالَ معها لو بِحيْـنِ تَمايلَـتْ |
كي خِلْتُها من وَجْدِ طَيفًـا وافِـدًامن سابِعِ السَمواتِ فينـا أُنْزِلَـتْ |
******************** |
هذي الشَقيةُ.. قد دعَتْنـي دعـوةًما كان يَرْفُضُها ملاكٌ.. لو دَعَـتْ |
بلْ سَوفَ يَغدو مثلَنـا مُتَأنْسِنًـالولا هوَى في حِيْنِ.. عَرْبَدَ وانْفَلَتْ |
حاولْتُ في جَلَـدٍ تَناسـي نَظْـرَةًلولا رَنَتْ للصَخْرِ.. كانتْ فَتَتَـتْ |
حاولتُ لكن.. قد تَداعـى دونَهـاعَزمي وكُلُ جوانِحي قد أسْلَمَـتْ |
إِذْ أنها كالنَجْـمِ شَقَـتْ عَتْمَتـيفي غَفلَةٍ مِني.. عُزوفِي أيْقَظَـتْ |
فالقلبُ فُيَ غفواتِ صَـدرٍ حالِـمٍحَضَنَ السَناءَ ونارُهُ.. قَد أُجِجَـتْ |
واختالَ ما بيْنَ الضُلوعِ.. وهَزَّهاهَزًَّا بِقَبْضَةِ.. عَيْنُها قـد أقطبَـتْ |
نادى الْخليَّ إلى الغـرامِ بِغِبْطَـةٍفأجْبْتُهُ في رَغْبَةٍ.. قـد حَمْحَمَـتْ |
طاوَعتُ قلبًا لِلمَحَبةِ.. قـد دعـاوأنا بِطبعي أسْتَجيبُ.. إذا دَعَـتْ |
******************** |
طاوَعْتُ قَلبًا قـد دعانـي للهَوىوقِفارُ روحي من هِيامِ اخْضَوْرَرَتْ |
مع أنني ما كُنتُ أحْلَـمُ بالهَـوىما بعدَ أنْ عَني.. سِنوني أدْبَـرَتْ |
والشيبُ غافَلَني وخَـطَّ ذَوائِبـيبالثلْجِ من حيْنٍ وأفناني انْحَنَـتْ |
والعيْنُ ما نَظَرَتْ بِوجْهـي مَـرةًإلا رأيتُ العيْنَ هذي.. اغْرَورَقَـتْ |
قد هالَها هَجْـرَ الشبـابِ لَواحَـةٍأمستْ يَبابًا ليس فيها مـا نَبَـتْ |
خَضراءُها مع أمسِ عني غـادَرَتْفِي غَفْلةٍ مِني وأعوامـي مَضَـتْ |
والقلبُ قد أضناهُ تَرويعُ الهَـوىفي أمسِ قد ولَى لأحقابٍ.. تَلَـتْ |
ما عادَ يَقوى للتَجافِـي.. نَبْضُـهُألْقى العَنا وقِلاعُـهُ قـد أسْلَمـتْ |
بل وانْزَوى هذا الفـؤادُ.. مُراقِبًـاعن بُعْدِ ما يَجري بِعيْنٍ.. أدمعَـتْ |
يَسْتَذكِرُ الكَـراتِ بيْـنَ كَواعِـبٍكالجانِ من فانوسِهِ.. لَمّا انفَلَـتْ |
لكنهُ بعد العَنـاءِ.. قـد انْطَـوىفي ركُنِ للذِكْرى على قَفْرِ العَنَـتْ |
******************** |
لا تَسْألوني كَيفَ قـد طاوعَتَهـاولها جَميعُ مَداخِلي قَـدْ أُشْرِعَـتْ |
ما عُدتُ أدري كيفَ قلبي عادَنـيللصَدرِ يَنبُضُ.. مثلَ أَزمانٍ خَلَـتْ |
بَلْ زَجَني زَجًَّا على درْبِ الهَـوىأرجو حسانًِا فوقَ وِسْعي عَرْبَدتْ |
راموا شبابًا كُنـتُ قـد هاجَرْتـهُمن رَبعِ قرنٍ.. والعِظامُ تَقَوسَـتْ |
والوهنُ قد حَطَّ الرِحـالَ بِمُهْجَـةٍقد تاجَرَتْ باللهوِ حتـى أفْلَسَـتْ |
بل بِتُُّ أخْطو للخَريفِ ولم أَعِـيكَيفَ الليالي خِلْسَةً.. قد غـادَرَتْ |
يَبقى الْمِهمُ بَأننـي مـن غَفْلَتـيبَادَلْتُ ما هذي الْمَليحَةُ.. بادَلَـتْ |
بل رُحْتُ أُطفي نارَ حُـبٍ ماجِـنٍمن دونِ ماءٍ قد كَفَى.. ما أُطْفِأَتْ |
******************** |
أَدْمَنْتُ حُبًا مع صَبيةِ.. قد رَنـتْنَحوي بِشُرفةِ من بَعيدٍ شـاوَرَتْ |
وأنا أجَبْتُ مُلَوِحًا.. فِـي راحَتـيفَرأيْتُها في البُعْدِ.. تَبْـدو هَلَلَـتْ |
قَد شَدَّني هذا.. فَـزِدْتُ مَطامِعـيكَي ألْتَقيها ذاتَ حيْـنٍ.. رَحَبَـتْ |
كانَتْ إشارَةُ قد بَعَثـتُ.. بِلَهْفَـةٍجاءَ الْجوابُ بِبَسْمَةٍ قـد أرسَلَـتْ |
باشَرْتُ في لِبٍِسِ الثيابِ ولم تَـزلْفِي شُرْفَةٍ ما غَيَّـرَتْ.. أو بَدَّلَـتْ |
بل إِنها قد لَوَحَتْ.. فـي غِبْطَـةٍمن دونِ أن أدري.. لِماذا لَوَحَـتْ |
ساءَلتُ نَفسي ويْحُها من حُلْـوةٍقد عَجَّلَتْنِي بينَما.. مـا عَجَّلَـتْ |
بل نَحوَ داري قد ثهادي لَحْظُهـاوالكَفُّ يُنْهي راقِصًا مـا أرْسَلَـتْ |
سْارَعْتُ كي أجلو حَقيقَةَ أمَرهـاأَلْفَيتُها في سَعيِهـا.. مـا بَدَلَـتْ |
لكن بِصُدْفَةٍ مـالَ طَرفـي يُسْـرَةًكي ألتَقى إبني يُسائِلُ مـا نَـوَتْ |
قد غابَ في رُكْنٍ وأخْفـى نَفْسَـهُيُهدي لها شوقًا يُوازي ما هَـدَتْ |
أما أنـا فَلَقـد ظَنَنـتُ.. لِخِفَتـيأَنَّ المليحةَ من {دباديبي} انْكَـوتْ |
******************** |
ويْحي على ما حافَني من غَفْلَـةٍمع خِفَةٍ عني وقـاري.. أذهَبَـتْ |
هل تَرْجِعُ الأوهامُ أَيامًـا مَضَـتْلو هذهِ الأيامُ .. وَلّـتْ وانْطَـوتْ |
أو عادَ في حينٍ شَبابٌ قد مَضـىلولا اشترينا في جِمـالٍ حُمِلَـتْ |
لَن يُرْجَعَ الماضي نهـارًا واحِـدًاما فاتَ قد أمسى أمانِـي أدْبَـرَتْ |
حتَّى قَصيدِي باتَ بَعْـدَ خُروجِـهِشَيْئًا تَولَى مُهْجَتي قـد أخرَجَـتْ |
قد راحَ للماضَى بِدونِ مَشورتـيما بعدَ ما خَطَّتْ يَميني وَانتَهـتْ |
فالْخيرُ أن نَحيا الْحيـاةَ مَراحِـلاًنَرضى بِما يأتِي بِمَرْحَلَةٍ.. أتـتْ |
كُان الشَبابُ وقد مََضَـتْ أيامُـهُولَسوفَ أرضى كُلَّ أيـامٍ.. تَلَـتْ |
وأنا بِدَرْبي.. قد رَجَعْتُ لِعُزلَتـيأسْتَقْبِلُ الآتِـي بِنَفْـسٍ.. هَلَلَـتْ |
بل سوفَ أُهـدي للبـلادِ مَدائِِحًـاتَبْقى وتبْقَى رغمَ أحْقابٍ.. تَلَـتْ |
وأقولُ في لِحْظِ الحِسـانِ روائِعًـاتُرْضي ذواتَ الغُنْجِ أعوامًا.. أَتَتْ |
هذي الْحيـاةُ جَميلَـةٌ.. وقَبيحـةٌتُعلِي وتُقْصي دونَ مِعْيارٍ.. ثَبَـتْ |
يَوم الثلاثاء في 28/ آذار.. العام..2006..
رشيد الْجشي