قرات موضوع .. اعجبني عن الماضي وعن طبيعه الحياه واهتمامات اجدادنا في الماضي.. هذا الموضوع يتحدث عن حكايه بابور الكاز .. لا اعلم اذا كنتم تعرفونه
اليكم حكايتنا عن بابور الكاز ارجو ان تعجبكم
هذه الايام نرى اسرائيل بحصارها الجائر وقد أعادت الفلسطينيين عشرات وعشرات السنين الى الوراء , فعادوا لاستخدام بوابير الكاز , وهنا تذكّرت تلك الايام عندما كان بابور الكاز دليل حضارة وتقدم . وكانت الماركة المشهورة هي بريموس , حيث كان الناس يفاخرون بأنّ بابورهم أصلي وماركته …بريموس … , ولا أزال أذكر أنّه
وعلى الطريق العام بجوار النبك ,كانت هناك دعاية لهذا النوع من البوابير , حيث وضعت لوحة معدنيّة عليها صورة بابور وكتب تحتها … بريموس … .
هذا الوضع تطلّب مهنة كان البعض يمارسونها وهي مهنة ( مصلّح بوابير )
كان الطبخ يتمّ أمام البيت , حيث كان المطبخ من الكماليّات , فكانت توضع ثلاث أحجار على شكل مربّع مفتوح من الامام , وعلى هذه الاحجار الثلاثة تستقرّ الطنجرة , ويتم ادخال الحطب من الفتحة الاماميّة واشعاله , وكان بابور الكاز يترك للمناسبات حين قدوم ضيف أو شخص عزيز .
كان بابور الكاز له مقاسات , فكان هناك نمرة 2 ونمرة 3 وكان صاحب الدكّان لا ينسى حين الذهاب الى المدينة للتببضّع أن يشتري كميّة من نكّاشات البابور , وكانت كل خمسة نكّاشات بفرنك واحد , وكان البعض يتشاطر على صاحب الدكّان فيقول له : الدكّان اللي بالساحة , عم يبيع كل ست نكاشات بفرنك , كما كان الدكّنجي ما ينسى يتبضّع كميّة من الجلد للدفّاش , لأن جلدة الدفّاش كانت تخرب , فكان يتمّ ابدالها
أحيانا كان يلزم نكش الفالة لأنّها مسطّمي , وقد يكون الدكّان مسكّر , ولا يوجد في البيت نكّاشة , فيتم استعارة نكّاشة من الجيران , واثناء حديث بين جارتين , تقول احداهن للآخرى : تصوري بيت بو عبّود من جمعة استعاروا نكّاشة البابور ولحد هلّق ما رجّعووا, شوفي ع هيك جيران . كما كان هناك بابور كاز متّطور لا يصدر صوتا , يقال عنه ( أخرس ) وكان كبار القوم يملكون هيك بابور
أمّا الكاز فكان يتمّ شراؤه من الدكّان , فكان الاهل يرسلون أحد الاولاد الى الدكّان ومعه قنينه فاضية , وهناك كان الدكّنجي يضع السقرق على تم القنّينة ويسكب الكاز من البيدون المعدني الحاوي على الكاز , فاذا كان الوقت ليلا وكانت الاضاءة ضعيفة , قانّه كثيرا ماتتبلل أيدي الدكّنجي بالكاز .
أحيانا كنّا نلح على الاهل , بأنّنا نريد عشاء فاخرا , عشاء غير شكل , عشاء خمس نجوم بلغة هذا العصر , نريد أن نشتري من الدكّان نص وقيّة حلاوي شوشيّي , كنّا نأخذ مصاري ونذهب الى الدكّان لشراء الحلاّوي (ويكون الدكّنجي قد باع قبلنا لاحدهم قنينة كاز , وتلوتت يديه بالكاز ) , يضع الدكّنجي يديه في تنكة الحلاوي الكبيري ويزين لنا الحلاوي , بعد أن يضعها على ورقة سميكة سمراء اللون مأخوذة من كيس شمينتو .
نعود الى البيت , ونبدأ بالتهام الحلاوي , نجد انّ طعمها كاز , وما العيب في ذلك ؟! نتابع التهام الحلاوي وكأنّ شيئا لم يك , كان شيئا طبيعيّا لنا أن يكون طعم الحلاوي كاز .
والحلاوي الشوشيّي كان لها نوعين : ( طرابلسيّة، حمصيّة) الطرابلسيّة كانت سريعة الذوبان وكنّا نحبّها ، بينما الحمصيّة , كنت اذا وضعتها في فمك وأطبقت فككيك عليا , لاتعود تستطيع فتحهما , واذا كانت في ضرسك حشوة , فانّ الحشوة كانت تطلع من مكانها , لذلك عندما كنّا نذهب لشراء الحلاوي من الدكّان ,كنّا نسأله ان كانت حمصيّه أو طرابلسيّه , فاذا كانت حمصيّه كنّا نمتنع عن الشراء .
كان الناس في سهراتهم وأحاديثهم يتحدّثون عن أمورهم المعيشيّة , فهذا يقول : هال البابور عجّزنا وما ظبط حتّى غيّرتا راسو وكلّفنا نص ليرة , وتلك تقول : من جمعا وبابورنا بالتصليح عند بو جرجي ولسّا ما جا دورنا , الله يتحنن شو عندو شغل بو جرجي , وعم فكّر حط هالصبي عندو يتعلّم ها الصنعا , وأخرى تقول : جارنا بو سليم جايب بابور راس أخرس بياخد العقل , لا صوت لا شحوار .
هكذا كانت الحياة في خمسينات وستينات القرن الماضي ……….. ما رأيكم بها ؟؟؟؟؟
اليكم حكايتنا عن بابور الكاز ارجو ان تعجبكم
هذه الايام نرى اسرائيل بحصارها الجائر وقد أعادت الفلسطينيين عشرات وعشرات السنين الى الوراء , فعادوا لاستخدام بوابير الكاز , وهنا تذكّرت تلك الايام عندما كان بابور الكاز دليل حضارة وتقدم . وكانت الماركة المشهورة هي بريموس , حيث كان الناس يفاخرون بأنّ بابورهم أصلي وماركته …بريموس … , ولا أزال أذكر أنّه
وعلى الطريق العام بجوار النبك ,كانت هناك دعاية لهذا النوع من البوابير , حيث وضعت لوحة معدنيّة عليها صورة بابور وكتب تحتها … بريموس … .
هذا الوضع تطلّب مهنة كان البعض يمارسونها وهي مهنة ( مصلّح بوابير )
كان الطبخ يتمّ أمام البيت , حيث كان المطبخ من الكماليّات , فكانت توضع ثلاث أحجار على شكل مربّع مفتوح من الامام , وعلى هذه الاحجار الثلاثة تستقرّ الطنجرة , ويتم ادخال الحطب من الفتحة الاماميّة واشعاله , وكان بابور الكاز يترك للمناسبات حين قدوم ضيف أو شخص عزيز .
كان بابور الكاز له مقاسات , فكان هناك نمرة 2 ونمرة 3 وكان صاحب الدكّان لا ينسى حين الذهاب الى المدينة للتببضّع أن يشتري كميّة من نكّاشات البابور , وكانت كل خمسة نكّاشات بفرنك واحد , وكان البعض يتشاطر على صاحب الدكّان فيقول له : الدكّان اللي بالساحة , عم يبيع كل ست نكاشات بفرنك , كما كان الدكّنجي ما ينسى يتبضّع كميّة من الجلد للدفّاش , لأن جلدة الدفّاش كانت تخرب , فكان يتمّ ابدالها
أحيانا كان يلزم نكش الفالة لأنّها مسطّمي , وقد يكون الدكّان مسكّر , ولا يوجد في البيت نكّاشة , فيتم استعارة نكّاشة من الجيران , واثناء حديث بين جارتين , تقول احداهن للآخرى : تصوري بيت بو عبّود من جمعة استعاروا نكّاشة البابور ولحد هلّق ما رجّعووا, شوفي ع هيك جيران . كما كان هناك بابور كاز متّطور لا يصدر صوتا , يقال عنه ( أخرس ) وكان كبار القوم يملكون هيك بابور
أمّا الكاز فكان يتمّ شراؤه من الدكّان , فكان الاهل يرسلون أحد الاولاد الى الدكّان ومعه قنينه فاضية , وهناك كان الدكّنجي يضع السقرق على تم القنّينة ويسكب الكاز من البيدون المعدني الحاوي على الكاز , فاذا كان الوقت ليلا وكانت الاضاءة ضعيفة , قانّه كثيرا ماتتبلل أيدي الدكّنجي بالكاز .
أحيانا كنّا نلح على الاهل , بأنّنا نريد عشاء فاخرا , عشاء غير شكل , عشاء خمس نجوم بلغة هذا العصر , نريد أن نشتري من الدكّان نص وقيّة حلاوي شوشيّي , كنّا نأخذ مصاري ونذهب الى الدكّان لشراء الحلاّوي (ويكون الدكّنجي قد باع قبلنا لاحدهم قنينة كاز , وتلوتت يديه بالكاز ) , يضع الدكّنجي يديه في تنكة الحلاوي الكبيري ويزين لنا الحلاوي , بعد أن يضعها على ورقة سميكة سمراء اللون مأخوذة من كيس شمينتو .
نعود الى البيت , ونبدأ بالتهام الحلاوي , نجد انّ طعمها كاز , وما العيب في ذلك ؟! نتابع التهام الحلاوي وكأنّ شيئا لم يك , كان شيئا طبيعيّا لنا أن يكون طعم الحلاوي كاز .
والحلاوي الشوشيّي كان لها نوعين : ( طرابلسيّة، حمصيّة) الطرابلسيّة كانت سريعة الذوبان وكنّا نحبّها ، بينما الحمصيّة , كنت اذا وضعتها في فمك وأطبقت فككيك عليا , لاتعود تستطيع فتحهما , واذا كانت في ضرسك حشوة , فانّ الحشوة كانت تطلع من مكانها , لذلك عندما كنّا نذهب لشراء الحلاوي من الدكّان ,كنّا نسأله ان كانت حمصيّه أو طرابلسيّه , فاذا كانت حمصيّه كنّا نمتنع عن الشراء .
كان الناس في سهراتهم وأحاديثهم يتحدّثون عن أمورهم المعيشيّة , فهذا يقول : هال البابور عجّزنا وما ظبط حتّى غيّرتا راسو وكلّفنا نص ليرة , وتلك تقول : من جمعا وبابورنا بالتصليح عند بو جرجي ولسّا ما جا دورنا , الله يتحنن شو عندو شغل بو جرجي , وعم فكّر حط هالصبي عندو يتعلّم ها الصنعا , وأخرى تقول : جارنا بو سليم جايب بابور راس أخرس بياخد العقل , لا صوت لا شحوار .
هكذا كانت الحياة في خمسينات وستينات القرن الماضي ……….. ما رأيكم بها ؟؟؟؟؟