هذه بعض المقطتفات لكاتبه غاده السمان من كتاب رسائل الحنين الى الياسمين ارجو ان تعجبكم
رسالة متناقضة
من قاع الليل أناديك بصرخة بدائية ,
كرياح المغاور المسكونة بالعصور الغابرة ..
أركض عبر السنوات الضوئية للفراق
شهاباً لا ينطفى ولا يعرف له مداراً ..
محصّنة بوحدتي , أسامر عزلتي العذبة ..
وفي ليالي جنون الروح أناديك ,
وأخطّ أشواقي سطوراً على دخان قطار ..
أناديك , فلا تجبني ,
كي لا نلتهب معاً حتى سأم الإنطفاء ,
ونقلب الصفحة المشتركة ,
ويقفز كل منا وحيداً إلى السطر !.
--------------------------------------------------------------------------------
رسالة من سائحة على قبضة يد
استيقط حبنا اليوم مصابا ً بالصداع ،
وشكى من الأرق والضجر ،
وفقدان الذاكرة وقصر البصر ..
وقال إنه ذاهب إلى الأطباء واحدا ً تلو الآخر ..
فنصحته بالذهاب إلى طبيب واحد يشفيه
اسمهالرحيل ..
من الذي يطارد حبا ً كساعة سويسرية
لا يتطرق إليه الخلل ومتع الشجار ؟
من يطارد حبا ً يجهل الجنون والملل ؟
لا أريد أن أعود من حيث جئت بأمان ..
أريد أن أظل هكذا مشردة داخل دورتك الدموية
وسائحة على قبضة يدك .. وأمية ، تحاول عبثا ً
قراءة خطوط كفك ..
أريد أن أتنفس صهيلك
حتى إغماء الصحو
أصرخ للحلم خذني
كيف تستيقط مراكبي فجرا ً داخل مياهك الأقليمية
اركض داخل الزمن ، في خبب ليلي مجنون
أطارد عبثا ً زئبق الحب ،
فقد أصحو كما من زمان ، داخل تنهدك ..
أمتطي صهوة الريح والمسافات ،
وأنوس بين العصيان والنسيان وأظل أحبك
آه ، كيف استحم في نهر حبك مرتين ؟
رسالة من هاملت
لم يعرف أحدُ ُ يوماً أن (هاملت) كان امرأة متنكرة،
عاشقة لرجل خطر مثلك.
أن أكون حبيبتك أو لا أكون،
تلك هي المسألة!
أن أقترب من المصباح حتى الالتهاب،
أو أظل في أمان (الكوما)،
تلك هي المسألة!
.... وحتى اليوم لا أدري،
حتّام أرتدي قناع هاملت،
وحتّام أحار بين الموت أو الفرار،
ما دام الفرار موتاً أيضاً؟!
كان عليَّ ذات يوم أن أُفلت مما تدعوه (حبنا) ..
تطلق لقب (حبيبتي) على كل ما تنوي إضرام النيران فيه،
وأنت تعزف على قيثارة الضجر كأيّ (نيرون) صغير.
أتدلّى من مركبة أيامك،
تسحقني الطرقات،
مجنونة أنا،
لا تستطيع أن تصعد إلى القطار،
ولا تريد الهبوط،
لاتقدر على الإلتصاق بزمنك ولا تريد مغادرته!
لحبك طعم الغرق،
وجعُ ُ أخرس، فقاعاته الروح .
رسالة من سنونوة
أحب أسلافي لكنني لا أريد
أن ارتدي جبة جدي ، وأختبئ داخل كمه
وأنام في جيوبه
أريد أن أرتدي حياتي
كما أحبها ، وأن أفصل ثوب زماني على مقاسي
تلك الفؤوس كلها التي تتهدد رأسي ،
عاجزة عن محو إشارات الاستفهام
ترتسم على جبيني كلما مررت بالمقبرة
التي يحاولون إرغامي
على التغني بنضارتها المؤبدة !
ولدت عصفورا ً ..
( لايدري لماذا يبدو من الخارج إمرأة )
عصفورا ً قضى عمره وهو يتشاجر مع الأقفاص ،
ليحلق ...
أأنا امرأة ،
أم ذلك الطائر الآتي من سورية
تشعله شهيته إلى الطيران اللامتناهي صوب المستحيل ؟
أأنا امرأة ،
أم تحولا الفينيق بين الرماد والتحليق ؟
لا أستطيع الإقامة في ممالك الطاعة
تحت رايات " نعم "
ولا أستطيع الانتماء إلى غربتي
لا بدي لي من غصن ،
كي لا تحترق اجنحتي وأسقط
في تلك البئر المروعة الخرافية بلا قاع لظلمتها
وأسقط وأسقط .. و أ س ق ط
أ
س
ق
ط
وحين أضع رأسي على ركبة التايمز أو ( السين )
لأنام ، يركلني غاضبا ً ويزجرني : هل توهمتني بردى
أو الفرات أو النيل ؟ لا تبحثي عن أب مستعار
وها أنا قارب طردته المرافئ كلها
يعلن أن الحرية ضوء بجناحين
وهو من رعايا الشمس
ها أنا أدفن وجهي في وسادة الليل
وأهمس باسم الحرية كمن يتلو صلاته قبل النوم ..
واهمس باسم دمشق كمن ينادي حبيبة
***
رسالة من شظية حب
قال لي : كم من الجرائم
ارتكبت أيتها المرأة باسم الحرية ؟
قلت له : كم من الجرائم
ارتكبت أيها الرجل باسم الرجولة والفحولة ؟
كان علي أن اطلق الرصاص على ذكراك
دفاعا ً عن حياتي
وكان علي ّ أن أفشل في نسيانك
دفاعا ً عن إنسانيتي
ممدة بين لا ونعم
أمشي إلى غدي ساقا ً في الجليد وأخرى في النار
ولكنني أستمر وعكازي قلمي
لقد عبرتني أحزان نساء بلادي على مدى عصور
واخترقتني آهاتهن السرية في مخادع العتمة والبكاء والسياط
وتقمّصت جسد رفضي فأشعلته كمصباح
وها انا أرتعش برفة صدورهن كعصفور
يهم بالتحليق من أقفاص لامرئية
ثمة أجيال من النساء تسبح في دمي
والسيّاف يلحقهن
لقد غادرت أوكارالهمس
وأعلنت أجنحتي ضد الخرائب
لن أكون خفاشا ً يقضي عمره معلقا ً عكس الجاذبية
ليتوهم الدنيا المقلوبة رأسا ً على عقب ، بخير
مئات الأعوام وأنا أقرض بهدوء قيودي الحديدية
مئات الأعوام وأنا أرفض التعايش السلمي مع الجزرة والعصا
مئات الأعوام وأستاذي الببغاء يحاول عبثا ً تعليمي
كيف أقول ما لا أضمر ، وأفعل ما أرفض !
وها أنا أفتح باب الفضاء
راحلة بلا عتاب
لا مسرحيات درامية للنهايات الهزلية
وذكراك شظية حب ضلت طريقها في أزمنة شرسة
حزينة ؟ أخاف من الفرح لأنه أرعن ، حار ، وأخرق !
**
--------------------------------------------------------------------------------
رسالة النوايا السيئة
كأنك الفت التعامل مع نساء سجينات
وها أنت تمارس ألاعيبك العتيقة مع أنثى الحرية فتخسر .
ياشهريار الذي يعذب نفسه كي يعذبني ,
ألا ترى أنك تحرّرني ؟
ألا ترى أنني من جيل آخر من النساء , يتكاثر حولك ويتناسل ,
ويملأ شقوق الشمس , ولا تلحظه ؟
لقد أنتهى زمن إذلالنا بالحب و ولم يعد بوسعك
توزيع جسدك علينا ( كالإعاشة ) لتقطيع جياع الذل ..
إنني أحلق فرحاً بجناحيّ ,
أرحّب بالريح , بالبحر بالدهشة بالعاصفة بالعناصر بالأسرار ..
فهل تحب أن نطير جنباً إلى جنب ,
لأفرح بوميض الشمس على بهائك ؟
لعلنا خُلقنا لنظل هكذا خطين متوازيين يعجزان عن الفراق
وعن التواصل ..
ولن يلتقيا إلا إذا أنكسر أحدهما !
رسالة متناقضة
من قاع الليل أناديك بصرخة بدائية ,
كرياح المغاور المسكونة بالعصور الغابرة ..
أركض عبر السنوات الضوئية للفراق
شهاباً لا ينطفى ولا يعرف له مداراً ..
محصّنة بوحدتي , أسامر عزلتي العذبة ..
وفي ليالي جنون الروح أناديك ,
وأخطّ أشواقي سطوراً على دخان قطار ..
أناديك , فلا تجبني ,
كي لا نلتهب معاً حتى سأم الإنطفاء ,
ونقلب الصفحة المشتركة ,
ويقفز كل منا وحيداً إلى السطر !.
--------------------------------------------------------------------------------
رسالة من سائحة على قبضة يد
استيقط حبنا اليوم مصابا ً بالصداع ،
وشكى من الأرق والضجر ،
وفقدان الذاكرة وقصر البصر ..
وقال إنه ذاهب إلى الأطباء واحدا ً تلو الآخر ..
فنصحته بالذهاب إلى طبيب واحد يشفيه
اسمهالرحيل ..
من الذي يطارد حبا ً كساعة سويسرية
لا يتطرق إليه الخلل ومتع الشجار ؟
من يطارد حبا ً يجهل الجنون والملل ؟
لا أريد أن أعود من حيث جئت بأمان ..
أريد أن أظل هكذا مشردة داخل دورتك الدموية
وسائحة على قبضة يدك .. وأمية ، تحاول عبثا ً
قراءة خطوط كفك ..
أريد أن أتنفس صهيلك
حتى إغماء الصحو
أصرخ للحلم خذني
كيف تستيقط مراكبي فجرا ً داخل مياهك الأقليمية
اركض داخل الزمن ، في خبب ليلي مجنون
أطارد عبثا ً زئبق الحب ،
فقد أصحو كما من زمان ، داخل تنهدك ..
أمتطي صهوة الريح والمسافات ،
وأنوس بين العصيان والنسيان وأظل أحبك
آه ، كيف استحم في نهر حبك مرتين ؟
رسالة من هاملت
لم يعرف أحدُ ُ يوماً أن (هاملت) كان امرأة متنكرة،
عاشقة لرجل خطر مثلك.
أن أكون حبيبتك أو لا أكون،
تلك هي المسألة!
أن أقترب من المصباح حتى الالتهاب،
أو أظل في أمان (الكوما)،
تلك هي المسألة!
.... وحتى اليوم لا أدري،
حتّام أرتدي قناع هاملت،
وحتّام أحار بين الموت أو الفرار،
ما دام الفرار موتاً أيضاً؟!
كان عليَّ ذات يوم أن أُفلت مما تدعوه (حبنا) ..
تطلق لقب (حبيبتي) على كل ما تنوي إضرام النيران فيه،
وأنت تعزف على قيثارة الضجر كأيّ (نيرون) صغير.
أتدلّى من مركبة أيامك،
تسحقني الطرقات،
مجنونة أنا،
لا تستطيع أن تصعد إلى القطار،
ولا تريد الهبوط،
لاتقدر على الإلتصاق بزمنك ولا تريد مغادرته!
لحبك طعم الغرق،
وجعُ ُ أخرس، فقاعاته الروح .
رسالة من سنونوة
أحب أسلافي لكنني لا أريد
أن ارتدي جبة جدي ، وأختبئ داخل كمه
وأنام في جيوبه
أريد أن أرتدي حياتي
كما أحبها ، وأن أفصل ثوب زماني على مقاسي
تلك الفؤوس كلها التي تتهدد رأسي ،
عاجزة عن محو إشارات الاستفهام
ترتسم على جبيني كلما مررت بالمقبرة
التي يحاولون إرغامي
على التغني بنضارتها المؤبدة !
ولدت عصفورا ً ..
( لايدري لماذا يبدو من الخارج إمرأة )
عصفورا ً قضى عمره وهو يتشاجر مع الأقفاص ،
ليحلق ...
أأنا امرأة ،
أم ذلك الطائر الآتي من سورية
تشعله شهيته إلى الطيران اللامتناهي صوب المستحيل ؟
أأنا امرأة ،
أم تحولا الفينيق بين الرماد والتحليق ؟
لا أستطيع الإقامة في ممالك الطاعة
تحت رايات " نعم "
ولا أستطيع الانتماء إلى غربتي
لا بدي لي من غصن ،
كي لا تحترق اجنحتي وأسقط
في تلك البئر المروعة الخرافية بلا قاع لظلمتها
وأسقط وأسقط .. و أ س ق ط
أ
س
ق
ط
وحين أضع رأسي على ركبة التايمز أو ( السين )
لأنام ، يركلني غاضبا ً ويزجرني : هل توهمتني بردى
أو الفرات أو النيل ؟ لا تبحثي عن أب مستعار
وها أنا قارب طردته المرافئ كلها
يعلن أن الحرية ضوء بجناحين
وهو من رعايا الشمس
ها أنا أدفن وجهي في وسادة الليل
وأهمس باسم الحرية كمن يتلو صلاته قبل النوم ..
واهمس باسم دمشق كمن ينادي حبيبة
***
رسالة من شظية حب
قال لي : كم من الجرائم
ارتكبت أيتها المرأة باسم الحرية ؟
قلت له : كم من الجرائم
ارتكبت أيها الرجل باسم الرجولة والفحولة ؟
كان علي أن اطلق الرصاص على ذكراك
دفاعا ً عن حياتي
وكان علي ّ أن أفشل في نسيانك
دفاعا ً عن إنسانيتي
ممدة بين لا ونعم
أمشي إلى غدي ساقا ً في الجليد وأخرى في النار
ولكنني أستمر وعكازي قلمي
لقد عبرتني أحزان نساء بلادي على مدى عصور
واخترقتني آهاتهن السرية في مخادع العتمة والبكاء والسياط
وتقمّصت جسد رفضي فأشعلته كمصباح
وها انا أرتعش برفة صدورهن كعصفور
يهم بالتحليق من أقفاص لامرئية
ثمة أجيال من النساء تسبح في دمي
والسيّاف يلحقهن
لقد غادرت أوكارالهمس
وأعلنت أجنحتي ضد الخرائب
لن أكون خفاشا ً يقضي عمره معلقا ً عكس الجاذبية
ليتوهم الدنيا المقلوبة رأسا ً على عقب ، بخير
مئات الأعوام وأنا أقرض بهدوء قيودي الحديدية
مئات الأعوام وأنا أرفض التعايش السلمي مع الجزرة والعصا
مئات الأعوام وأستاذي الببغاء يحاول عبثا ً تعليمي
كيف أقول ما لا أضمر ، وأفعل ما أرفض !
وها أنا أفتح باب الفضاء
راحلة بلا عتاب
لا مسرحيات درامية للنهايات الهزلية
وذكراك شظية حب ضلت طريقها في أزمنة شرسة
حزينة ؟ أخاف من الفرح لأنه أرعن ، حار ، وأخرق !
**
--------------------------------------------------------------------------------
رسالة النوايا السيئة
كأنك الفت التعامل مع نساء سجينات
وها أنت تمارس ألاعيبك العتيقة مع أنثى الحرية فتخسر .
ياشهريار الذي يعذب نفسه كي يعذبني ,
ألا ترى أنك تحرّرني ؟
ألا ترى أنني من جيل آخر من النساء , يتكاثر حولك ويتناسل ,
ويملأ شقوق الشمس , ولا تلحظه ؟
لقد أنتهى زمن إذلالنا بالحب و ولم يعد بوسعك
توزيع جسدك علينا ( كالإعاشة ) لتقطيع جياع الذل ..
إنني أحلق فرحاً بجناحيّ ,
أرحّب بالريح , بالبحر بالدهشة بالعاصفة بالعناصر بالأسرار ..
فهل تحب أن نطير جنباً إلى جنب ,
لأفرح بوميض الشمس على بهائك ؟
لعلنا خُلقنا لنظل هكذا خطين متوازيين يعجزان عن الفراق
وعن التواصل ..
ولن يلتقيا إلا إذا أنكسر أحدهما !